افتتحت مصر رسمياً، السبت، المتحف المصري الكبير، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة ملوك ورؤساء دول، ورؤساء حكومات، ووزراء، ومشاهير من مختلف أنحاء العالم.
ووضع الرئيس المصري القطعة الأخيرة التي تحمل اسم مصر في النموذج المصغر للمتحف المصري الكبير، إيذاناً بفتح أبوابه أمام العالم.
وقال السيسي في بداية الحفل "اليوم ونحن نحتفل معاً بافتتاح المتحف المصري الكبير، ونكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل.. فهذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة".
منصة للحوار
وأضاف أن "هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكاناً لحفظ الآثار النفيسة، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرام، ونقش على الجدران سيرة الخلود".
وأشار السيسي إلى أن تشييد المتحف "جاء نتيجة تعاون دولي واسع مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية".
وتوجّه في ختام كلمته بالحديث إلى الضيوف الحاضرين قائلاً "أدعوكم إلى أن تجعلوا من هذا المتحف منبراً للحوار، ومقصداً للمعرفة، وملتقى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة، ويؤمن بقيمة الإنسان".
وبلغت تكلفة المتحف، الذي يغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، أكثر من مليار دولار ، تم تمويلها من خلال مزيج من قرضين يابانيين بقيمة نحو 800 مليون دولار على دفعتين في 2006 و2016، بالإضافة إلى تمويل حكومي وتبرعات ومنح وشراكات.
وأضاءت سماء القاهرة ألعاب نارية خضراء وحمراء عقب إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الافتتاح الرسمي، على أن يبدأ المتحف باستقبال الزوار يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتخلل حفل الافتتاح الضخم الذي حضرته عشرات الوفود الرسمية والرؤساء والملوك فقرات فنية لفنانين مصريين، بينما أضيئت الجدران الخارجية للمتحف باللون الأخضر.
وتلقى ملوك ورؤساء وأمراء الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير نماذج مصغرة للمتحف تحمل كل قطعة منها اسم دولة، لـ "يضع قادتها قطع بلادهم بأيديهم رمزاً لمشاركة شعوبهم في هذا الصرح الإنساني"، وفقاً لإعلان الحفل.
ووضعت شاشات كبرى في ميدان القاهرة وميدان مصر حيث تابع مصريون حفل افتتاح المتحف .
الموقع والمساحة
ويقع المتحف غربي القاهرة، على بعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة، وتتجاوز مساحته 490 ألف متر مربع.
ويتيح المتحف للزائرين فرصة ذهبية لمشاهدة أهرامات الجيزة الثلاثة من خلال الواجهة الزجاجية في بهو المدخل، حيث ترتفع واجهته خمسة طوابق لتتوافق مع ارتفاع الهرم. ويمكن للسائح التقاط الصور مع الأهرامات أثناء استمتاعه بمشاهدة مقتنيات الملك توت عنخ آمون.
7 ملايين زائر سنوياً
وتوقّع الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أحمد غنيم أن يتراوح عدد زوار المتحف يومياً بين 15 ألفاً و20 ألفاً، لافتاً إلى أن هذا يعني نحو 7 ملايين زائر سنوياً.
وأضاف غنيم أن المتحف الجديد من المتوقع أن يكون له آثار مباشرة وغير مباشرة على زيادة أعداد السياح وانتعاش الاقتصاد، ليس فقط في المناطق المحيطة به، ولكن في كل مصر.
وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير يُعد الأكبر في العالم المتخصص في الحضارة المصرية القديمة، موضحاً أنه "يُمثّل نحو 5 أضعاف حجم المتحف البريطاني، وضعفَي حجم متحف اللوفر في باريس، وضعفَي حجم متحف المتروبوليتان في نيويورك".
ويحتوي المتحف على نحو 100 ألف قطعة أثرية تغطي قرابة 7 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، بداية من عصور ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
ومن أبرز ما يحتويه المتحف أيضا "مركب الملك خوفو"، المعروف أيضاً باسم "مركب الشمس"، الذي يعود إلى فترة حكم الملك خوفو، وتم اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي في منطقة أهرامات الجيزة
وتعد المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، من أبرز الآثار المعروضة بالمتحف، حيث يتم عرضها لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته قبل أكثر من قرن.
ويوجد بالمتحف المصري الكبير أيضاً متحف للأطفال لتعريف الأجيال الجديدة بحضارتهم بطريقة تفاعلية، ومركز عالمي للترميم يعد الأكبر في الشرق الأوسط، إضافة إلى قاعات للمعارض الدولية، ومركز مؤتمرات، وحدائق فرعونية، ومناطق ترفيهية وخدمات سياحية متكاملة.
التصميم والشعار
واعتمد التصميم على تمثيل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها على شكل كتلة مخروطية تمثل المتحف المصري الكبير. كما يظهر المتحف من منظور رأسي على هيئة هرم رابع يُكمل ثلاثي أهرامات الجيزة.
وتم الكشف عن شعار المتحف خلال الحملة الترويجية في 10 يونيو/حزيران 2018، بعد مسابقة معمارية دولية لاختيار أفضل تصميم للمتحف، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين.
ويجسد الشعار بصريا بصمة المبنى وهوية موقعه، مستلهمًا من الشكل الأفقي للمتحف، بلون برتقالي مستمد من وهج الشمس عند الغروب فوق الهضبة، مع كتابة عربية انسيابية مستوحاة من الكثبان الرملية المحيطة بالموقع.
