هكذا يمكن اختصار المشهد الأمني-السياسي المستجد في كانبرا حيث اتهم زعيم المعارضة الفدرالية بيل شورتن رئيس الوزراء مالكوم تورنبول بتعريض البلاد لمخاطر الجريمة المنظمة جراء اقتطاعات في تمويل الشرطة الفدرالية تُقدَّر بـ 184 مليون دولار.
تورنبول نفى التهمة مشيراً إلى إقرار زيادة على تمويل الشرطة الفدرالية في الميزانية الماضية تجاوزت 320 ميلون دولار.
أمّا مفوض الشرطة الفدرالية آندرو كولفن فقد أكد النقص الحاصل في الميزانية، متخوفاً من تداعيات هذا النقص على العمليات الأمنية ذات العلاقة بتهريب المخدرات، وكاشفاً عن اضطراره لصرف 117 شرطياً فدرالياً، ومقراً بأن عناصر آخرين يبحثون عن عمل ثانٍ.
وفيما كان البرلمان منشغلاً بمناقشة هذه القضية والسجال يشتد بين الأطراف السياسيين حولها، نشرت شبكة ABC وثيقة مسربة من الشرطة الفدرالية يعود تاريخها إلى شهر تموز/يوليو الماضي تكشف عن اضطرار هذه الوكالة الأمنية الأساسية إلى وقف تحقيقات مهمة في الجريمة المنظمة جراء النقص في تمويلها، فيما تواصل حماية قصر رئيس الوزراء في ضاحية Point Piper الراقية، وحماية المراكز الحكومية الرئيسية.
ومما جاء في وثيقة الـ ABC المعلومات التالية:
• اضطرار الشرطة الفدرالية لإلغاء أو تأجيل أو تحويل 23 عملية أمنية لعدم توافر القدرة على تنفيذها.
• فشل الشرطة الفدرالية في التحقيق بعملية استيراد ضخمة للمخدرات وهي كناية عن 1.6 طن من الكوكايين.
• تحويل أكثر من مئة حالة لاستيراد مخدرات تزن أكثر من كيلوغرام إلى شرطة نيو ساوث ويلز.
وأظهرت الوثيقة المسربة أن الشرطة الفدرالية أنفقت في المقابل 40 مليون دولار من ميزانيتها المتضائلة على حماية المراكز الحكومية الرئيسية وقصر تورنبول.