أجرت أس بي أس لقاءات مع خمسة من هؤلاء البرلمانيين الجدد، بعد أول أسبوعين لهم تحت قبة البرلمان، لتسليط الضوء على أولوياتهم، وتجاربهم الشخصية التي شكّلت نظرتهم إلى العمل العام.
شارلوت ووكر: صوت الشباب تحت قبة البرلمان
في سنّ الحادية والعشرين، أصبحت شارلوت ووكر أصغر سيناتور في البرلمان الأسترالي، بعد فوزها بالمقعد الثالث عن حزب العمال في ولاية جنوب أستراليا.
ووكر، التي نشأت في بلدة "يانكالِلا" الريفية، بدأت مسيرتها في العمل العام انطلاقًا من معايشتها لواقع العنف الأسري وتأثيره على الأطفال.
وترى أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلّب تغييرًا في السلوك المجتمعي، قائلة:
"ربما يُقال شيء على سبيل المزاح، دون نية سيئة، لكن علينا أن نواجه مثل هذه التصرفات، لأن من هناك تبدأ المشكلة".ووعدت ووكر بالدفاع عن قضايا الشباب، مؤكدة أن مخاوفهم بشأن تغيّر المناخ وتكاليف المعيشة لا تُؤخذ بجدّية كافية. وتُعدّ من الداعمين لسياسات تُعزز الاستدامة وتوسّع فرص السكن الميسر.
Charlotte Walker is Australia's youngest senator. Source: SBS / Rania Yallop
جيس كولينز: رؤية محافظة لدعم الأسرة
تمثّل السيناتور الليبرالية جيس كولينز ولاية نيو ساوث ويلز، وقد جاءت إلى البرلمان حاملة معها تجارب شخصية كأم لأربعة أطفال خلال أربع سنوات.
تدعو كولينز إلى إعادة النظر في سياسة دعم رعاية الأطفال، باقتراح يجعل رسوم الحضانة قابلة للخصم الضريبي، بدلاً من الاعتماد الكامل على الإعانات.
وتقول إن هذا التغيير قد يخفف العبء المالي على الأسر العاملة ويعزز العدالة الاقتصادية.
تحمل كولينز شهادة دكتوراه في الأنثروبولوجيا، وسبق أن أجرت أبحاثًا ميدانية في بابوا غينيا الجديدة، وتؤمن بأهمية أن تصل المساعدات التنموية مباشرة إلى المجتمعات المحلية، لا أن تقتصر على الحكومات.

Liberal senator Jess Collins says there is no "glass ceiling" for women in the party. Source: SBS / James Smillie
زي سون: التعليم أولًا
النائب زي سون، الذي يمثّل دائرة Banks في سيدني، هو دبلوماسي سابق من أصول ماليزية، سبق له العمل في أفغانستان.
يرى سون أن التعليم هو المفتاح لتقدّم أستراليا، ويسعى إلى تعزيز الوصول إلى التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وحتى المرحلة الثانوية، مستلهمًا التجارب الناجحة في دول مثل فنلندا وسنغافورة.
وعلى المستوى الاجتماعي، يُشدّد سون على أن التعدديّة الثقافية في أستراليا يجب أن تُترجم إلى تواصل حقيقي بين المجتمعات، لا مجرد تعايش سطحي، مستذكرًا كيف أثّر الطعام والثقافة في تكوينه الشخصي، بما في ذلك الأطباق اللبنانية التي نشأ عليها.
Banks MP Zhi Soon is passionate about education access. Source: SBS / Rania Yallop
باسم عبده: تمثيل فلسطيني وتجربة شخصية
فاز باسم عبده بمقعد Calwell بعد منافسة بين 13 مرشحاً، ليكون أول نائب فدرالي من أصول فلسطينية. تحدّث في خطابه الأول عن فراره من حرب الخليج عام 1990، وتأثره بما شاهده خلال زيارة للضفة الغربية عام 2011.
ويؤمن عبده أن دعم الدولة الفلسطينية هو "حق في تقرير المصير"، لا مجرد رمز، كما يركّز على تطوير المهارات وتوفير فرص العمل للأجيال كافة في ظل تحوّل الاقتصاد.
وأكد عبده التزامه بالدفاع عن قضايا مجتمعه داخل أروقة الحزب، ومنها قضية الدولة الفلسطينية التي يعتبرها "حقًّا في تقرير المصير، لا مجرد رمز".
ويُعدّ عبده أول نائب فدرالي من أصول فلسطينية، ويمثّل دائرة تضم سكانًا متنوعين، حيث يشكّل المسلمون ربع السكان تقريباً.
كما يعتزم التركيز على التحديات الاقتصادية التي تواجه مجتمعه، ومن بينها مواءمة سياسات المهارات مع وظائف المستقبل، وقال:
"الأمر لا يقتصر على الشباب الخارجين من المدارس، بل يشمل الأشخاص في منتصف العمر الذين سيحتاجون إلى اكتساب مهارات جديدة. ومع تحول الاقتصاد، لا نريد فجوة بين الأجيال".
Basem Adbo has experienced the effects of war first-hand. Source: SBS / Rania Yallop
آش أمبيهيايباهر: تمثيل التنوّع ومصالحة الماضي
النائبة عن Barton، آش أمبيهيايباهر، استعرضت في خطابها كيف تغيّرت منطقتها من معقل لسياسات "أستراليا البيضاء" إلى مجتمع يتجاوز نصف سكانه من المولودين بالخارج.
ورغم شعورها بالإحباط من نتيجة استفتاء "الصوت إلى البرلمان"، ترى في ذلك فرصة لسد الفجوة المعرفية حول تاريخ الشعوب الأصلية. كما تؤمن بأهمية دور النائب كجسر بين المجتمعات لفهم متبادل أوسع.
وتستعيد أجواء عملها السابق في مشرحة، واصفة إيّاها بـ"الهادئة"، في تباين صارخ مع إيقاع الحياة السياسية.
Ash Ambihaipaher says she "lives and breathes multiculturalism". Source: SBS / Rania Yallop