النقاط الرئيسية:
- قامت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس بتعيين حكومة لأول مرة لا يشغل أهم أربعة مناصب وزارية فيها رجال ذوو بشرة بيضاء
- قلل وزير المالية في الحكومة الجديدة من أهمية عرقه وقال إنه على الرغم من تعرضه لإهانات عنصرية سابقاً إلا أنه لا يرى نفسه رمزاً لأي شخص آخر غير ناخبية
- قاد حزب المحافظين تعزيز التنوع في سياسة المملكة المتحدة منذ عام 1868
اختارت رئيسة الوزراء ليز تراس، كواسي كوارتنغ الذي هاجر والداه الى بريطانيا من غانا في الستينيات كوزير للمالية، كما عيّنت جيمس كليفرلي أول وزير خارجية أسود البشرة.
وتتحدر والدة كليفرلي من سيراليون وهي دولة تقع على الساحل الجنوبي الغربي لغرب إفريقيا فيما والده أبيض البشرة، وتحدث عن تعرضه للتنمر في الماضي باعتباره طفلاً مختلط الأعراق، وأضاف أن حزبه المحافظ بحاجة لبذل المزيد من الجهد لجذب الناخبين السود.

The new British Foreign Secretary, James Cleverly, leaves 10 Downing Street in London on 6 September 2022. Source: EPA / Neil Hall
وخلفت سويلا برافرمان، التي جاء والداها إلى بريطانيا من كينيا وموريشيوس قبل 60 عاماً، بريتي باتيل في منصب وزيرة الداخلية، حيث ستكون مسؤولة عن الشرطة والهجرة.
ويعود السبب في هذا التنوع المتزايد في الحكومة الجديدة، إلى جهود حزب المحافظين في السنوات الأخيرة لتقديم مجموعة أكثر تنوعاً من المرشحين للبرلمان.
هذا وكانت الحكومات البريطانية حتى عقود قليلة مضت تتكون في الغالب من رجال ذوي بشرة بيضاء، واستغرق الأمر حتى عام 2002 لتعيّن بريطانيا أول وزير داكن البشرة في حكومة الأقليات العرقية عندما تم اختيار بول بواتينج لمنصب وزير الخزانة.
وقال سوندر كاتوالا، مدير مؤسسة المستقبل البريطانية، التي تركز على الهجرة والهوية: "السياسة أطلقت هذا النمط ونحن نتعامل معه الآن على أنه طبيعي".
من جهة أخرى، لا تزال المراكز العليا في قطاعات الأعمال والقضاء والخدمة المدنية والجيش عموماً من نصيب أصحاب البشرة البيضاء.
وعلى الرغم من حملة التنوع التي أطلقها الحزب، فإن ربع أعضاء البرلمان المحافظين فقط هم من النساء و6% من الأقليات.
كيف قاد المحافظون مسيرة تعزيز التنوع في سياسة المملكة المتحدة
يتمتع المحافظون بأفضل سجل فيما يتعلق بالسوابق في العمل السياسي بين الأحزاب الرئيسية، بما في ذلك تعيين أول رئيس وزراء يهودي هو بنيامين دزرائيلي في عام 1868.
هذا على الرغم من حقيقة أن أغلب ناخبي الأقليات العرقية هم أكثر دعماً لحزب العمال المعارض، وأن الحزب الحاكم يواجه اتهامات بالعنصرية وكراهية النساء وكراهية الإسلام.
يُذكر أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون اعتذر في عام 2019 عن وصفه للنساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بصناديق البريد.
وانتخب المحافظون رئيسات الوزراء الثلاثة النساء في المملكة المتحدة وهن مارغريت تاتشر وتيريزا ماي والآن السيدة تراس.
يضاف ذلك الى أن أول سياسي من أصل آسيوي، مانتشيرغي بهوناغرى في عام 1895، ينتمي أيضاً من حزب المحافظين.
من جهته قام جونسون بتشكيل مجلس الوزراء الأصغر والأكثر تنوعاً عرقياً في التاريخ عندما تم انتخابه رئيساً للوزراء في عام 2019. وكان من بين وزراء ماليته الثلاثة رجلان من أصل جنوب آسيوي وواحد من أصول كردية.
من جهته قام جونسون بتشكيل مجلس الوزراء الأصغر والأكثر تنوعاً عرقياً في التاريخ عندما تم انتخابه رئيساً للوزراء في عام 2019. وكان من بين وزراء ماليته الثلاثة رجلان من أصل جنوب آسيوي وواحد من أصول كردية.
وجاءت هذه التغييرات بعد جهود استمرت لسنوات من قبل الزعيم السابق ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وعندما تولى كاميرون السلطة في عام 2005، كان الحزب يضم عضوين فقط من الأقليات العرقية في البرلمان من أصل 196، وقد شرع في إجراءات تضمن أن يكون حزبه أقرب إلى الدولة الحديثة التي كان يأمل في قيادتها.
وفي العام التالي، قدّم كاميرون قائمة أولويات للمرشحين من النساء والأقليات ليتم اختيارهم، والعديد منهم لمقاعد آمنة في مجلس العموم. وكانت ليز تراس من ضمنها.
من ناحية أخرى علق جيمس أربوثنوت، عضو مجلس إدارة الحزب عندما أقدم السيد كاميرون على التغييرات قائلاً: "أحد الجوانب الرئيسية لضمان قوة ومرونة أي مجموعة، بما في ذلك الأحزاب السياسية، هو عدم التفكير والتصرف الجماعي بنفس الطريقة ".
هذا وقلل كوارتيغ وزير المالية في الحكومة الجديدة من أهمية عرقه، وقال إنه على الرغم من تعرضه لإهانات عنصرية في الثمانينيات، إلا أنه لا يرى نفسه رمزاً لأي شخص آخر غير ناخبيه في سبيلثورن، الواقعة على حدود الضواحي الجنوبية الغربية للندن.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
شارك

