أطلقت منظمة الصحة العالمية الإنذار بأعلى مستوى من التأهب يوم السبت لاحتواء تفشي جدري القرود الذي أصاب حتى الآن حوالي 17 ألف شخص في 74 بلدًا، وفق ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي لمواجهة جدري القرود.
وأوضح أن الخطر في العالم يعتبر معتدلاً نسبيًا باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعًا.
النقاط الرئيسية:
- هذه هي المرة السابعة التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية هذا المستوى من التنبيه.
- في أستراليا سُجلت 41 حالة إصابة مؤكدة ومحتملة بالفيروس غالبيتها في نيو ساوث ويلز (22) وفيكتوريا (15) وفقًا لوزارة الصحة.
- سيتم تلقيح المخالطين وبعض العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
منذ اكتشاف المرض مطلع أيار/مايو خارج أفريقيا حيث يستوطن، أصابَ المرض أكثر من 16,836 شخصًا في 74 بلدًا، وفق تعداد للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) حتى 22 تموز/يوليو.
وخلال اجتماع طويل جرى يوم الخميس الماضي للجنة الخبراء التي تتلوى مسؤولية توجيه التوصيات، أوضح غيبرييسوس أن "الأمر لا يزال مقلقًا" من انتشار المرض، حتى مع انخفاض نسبة الانتشار في بعض الأماكن.
وهذه المرة هي السابعة التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية هذا المستوى من التنبيه.
ولم يتم الإبلاغ عن وفيات جدري القرود إلا في إفريقيا، حيث ينتشر نوع أكثر خطورة من الفيروس، خاصة في نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
في أستراليا، سُجلت 41 حالة إصابة مؤكدة ومحتملة بالفيروس غالبيتها في نيو ساوث ويلز (22) وفيكتوريا (15) وفقًا لوزارة الصحة في 19 يوليو.
بشكل عام فإن 98% من المصابين هم من الرجال المثليين أو ثنائيي الجنس وحوالي الثلث عُرف أنهم زاروا أماكن الجنس مثل حفلات الجنس أو الساونا خلال الشهر السابق.
وقال خبراء إن جدري القرود عادة ما يكون عدوى فيروسية تبدأ بأعراض خفيفة. وتنتقل عن طريق الاتصال الوثيق بين أي شخص مصاب وآخرين.
ما هو جدري القرود؟
جدري القرود مرض فيروسي حيواني المصدر، أي أنه فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات بما في ذلك مجموعة من القوارض.
وفقًا لعالم الأوبئة بجامعة نيو ساوث ويلز البروفيسور راينا ماكنتاير، فإنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروس الذي يسبب الجدري، لكنه أقل خطورة من الناحية السريرية.
وأضاف البروفيسور ماكنتاير لـ SBS News: "عادة ما يوجد الفيروس في الحيوانات بما في ذلك القرود، وفي حيوانات أخرى، وأحياناً قد ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وغالباً من إنسان إلى إنسان".
مع القضاء على الجدري في عام 1980 والانتهاء من التلقيح ضده، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود ظهر ليصبح "أخطر فيروس أورثوبوكس على الصحة العامة".
فقد تم تحديد أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود لدى البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لطفل يبلغ من العمر تسع سنوات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية حيث تم القضاء على الجدري في المنطقة قبل عامين.
أنواع سلالات فيروس جدري القرود:

Monkeypox virus seen through a magnifying glass with a photo highlighted. It is a viral disease that occurs mainly in central and western Africa Source: AAP IMAGES
هناك نوعان من السلالات الرئيسة لفيروس جدري القرود في وسط وغرب إفريقيا: الأول، وتسبب بمعدل وفيات بلغ حوالي 1%، وهو مشابه لكوفيد-19، أما الثاني فقد بلغ معدل الوفيات فيه حوالي 10% وهو ما يماثل مرض سارس".
ويبدو أن التفشي الحالي في البلدان غير الموبوءة هو من السلالة الأقل حدة.
كيف ينتشر الفيروس وما هي أعراضه؟
قالت منظمة الصحة العالمية إن جدري القرود قد ينتقل إلى البشر عبر الاتصال الوثيق مع شخص أو حيوان مصاب. وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق أو أوالتعرض لسوائل جسم المصاب أو المواد الملوثة بالفيروس.
وقال نائب رئيس الجمعية الطبية الأسترالية (AMA) الدكتور كريس موي إنه على عكس الفيروسات الأخرى مثل كوفيد-19 فإن الاتصال يجب أن يكون وثيقاً بين شخص للآخر لنقل العدوى.
وعن الأعراض قال الدكتور موي: "ارتفاع درجة الحرارة والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات والجسم وطفح جلدي من نوع الجدري على الجسم".
وعادة ما يكون الأشخاص المصابون بجدري القرود مُعدين لمدة تصل إلى 21 يومًا.
من هم المعرضون للخطر؟
الأشخاص المعرضون للخطر هم من كانوا على اتصال جسدي وثيق مع شخص مصاب.
وقال كبير خبراء جدري القرود في منظمة الصحة العالمية إن 99% من جميع حالات جدري القرود خارج إفريقيا كانت لدى الرجال، وأن 98% منهم كانوا رجالًا يمارسون الجنس المثلي".
وأعربت وكالة الإيدز التابعة للأمم المتحدة (UNAIDS) عن قلقها من أن بعض التقارير عن جدري القردة قد استخدمت لغة وصورًا "تعزز القوالب النمطية العنصرية للمثليين محذرة من تفاقم الوصم وتقويض الاستجابة لتفشي المرض المتزايد.
لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن خطر الإصابة بجدري القرود لا يقتصر على هؤلاء الأشخاص بل مع أي اتصال جسدي وثيق مع شخص معدٍ.
ما هو الوضع في أستراليا؟
وفق خبراء طبيين في أستراليا، ليس هناك ما يدعو للخوف حالياً مع اتخاذ الإجراءات الوقائية، لكن المرض يعد حالة طبية تستدعي المراقبة والحصول على مزيد من المعلومات لتكوين فكرة جيدة عما يجب القيام به.
ماذا عن اللقاح؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن اللقاحات المستخدمة خلال برنامج القضاء على الجدري توفر الحماية ضد جدري القرود، بينما تم تطوير لقاحات جديدة وجرى اعتمادها لاستخدامها ضد الفيروس.
وبدأت فرنسا والدنمارك في تلقيح المخالطين عن قرب للفيروس، بينما طلبت ألمانيا 40 ألف جرعة لتكون جاهزة لنشر استراتيجية مماثلة إذا أصبح تفشي المرض في البلاد أكثر حدة.
وقال وزير الصحة في ولاية فيكتوريا بريت ساتون إن المحادثات جارية مع السلطات الصحية في البلاد حول المخزون الطبي الوطني واستخدام لقاح الجدري لأولئك الذين قد تعرضوا للمرض والمخالطين وتلقيح بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية من العاملين في الخطوط الأمامية.
وحثت وزارة الصحة الأشخاص في حال ظهور الأعراض طلب الرعاية الصحية عاجلاً لا سيما الذين سافروا مؤخراً إلى الخارج أو كانوا على اتصال بإحدى الحالات المصابة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.