أعلن عضو البرلمان الاسترالي عن حزب الاحرار أندرو هاستي استقالته من الجبهة الأمامية للمعارضة، مؤكداً أن خطوته لا تهدف إلى التنافس على زعامة الحزب، بل إلى الحصول على مساحة أكبر للتعبير عن آرائه في قضايا الهجرة والسياسات الداخلية.
وقال هاستي، وهو جندي سابق في قوات الـSAS الخاصة، إنه قرر الجلوس في صفوف النواب الخلفيين ليتمكن من الحديث بحرية حول السياسات التي تهمه، موضحاً أن مبدأ التضامن داخل حكومة الظل يمنع الوزراء من مخالفة المواقف الرسمية أو التصويت ضدها، وهو ما لا ينطبق على أعضاء المقاعد الخلفية.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في بيرث السبت "نحن نمرّ بمرحلة تجديد داخل الحزب، وأرغب في أن أعبّر عن مواقفي بحرية" ، ماضيا الى القول " ولكي أحافظ على مبدأ التضامن الوزاري كان عليّ أن أتراجع خطوة إلى الوراء. من مقعدي في الخلف سأواصل الدفاع عن القضايا التي أؤمن بها."
خلافات داخلية حول الهجرة
وشغل هاستي منصب المتحدث باسم المعارضة لشؤون الأمن الداخلي، وهو منصب يتضمن عادةً ملف الهجرة كمحفظة فرعية ، لكنّ مواقفه المتشددة حول الهجرة تتباين مع نهج أكثر اعتدالاً يتبناه السيناتور الليبرالي بول سكار، المتحدث باسم الائتلاف لشؤون الهجرة، والذي يركّز على التعددية الثقافية وإصلاح العلاقة مع المجتمعات المهاجرة.
ويعدّ هاستي من الأصوات المحافظة التي تطالب بــ"تقليص الهجرة الجماعية"، إلى جانب شخصيات أخرى مثل جاكينتا نامبيجنبا برايس، التي أُقيلت مؤخرا من حكومة الظل بعد رفضها الاعتذار عن تصريحات مسيئة للجالية الهندية الأسترالية.
هاستي: أؤيد سوزان لي
ذكرت تقارير صحفية في ولاية أستراليا الغربية أن استقالة هاستي جاءت بسبب شعوره بتهميشه في صياغة السياسات، لكنّ سوزان لي، زعيمة الحزب، قالت إنه لم يثر هذه المسائل حين اتصل بها لإبلاغها بقراره يوم الجمعة.
ورفض هاستي الدخول في تفاصيل الخلاف، قائلا ""أؤيد سوزان لي ، واتخذت هذا القرار بحسن نية ، أريد أن أتيح لها مساحة واضحة وفرصة لبناء منصة سياسية قوية لانتخابات عام 2028."
وجاءت استقالته بعد أيام من رسالة وجّهتها لي إلى فريقها القيادي شدّدت فيها على ضرورة الالتزام بالتضامن الحزبي، بما في ذلك في التصريحات العلنية.
دعوات للوحدة بعد الخسارة
وقال السيناتور عن حزب الاحرار جيمس باترسون إن قرار هاستي يعكس النزاهة، لكنه حذّر من أن استمرار النقاشات الداخلية قد يضر الحزب على المدى الطويل.
واضاف "ليس مفاجئا أن يمر الحزب بفترة مراجعة بعد أكبر خسارة انتخابية في تاريخه، لكن هذا لا يمكن أن يستمر للأبد"
وتابع مبينا "إذا ظللنا في دوامة النقاش لعام أو عامين آخرين، فسيكون ذلك على حسابنا السياسي."
بدورها، قالت السيناتور جين هيوم إن انسحاب هاستي من الجبهة الأمامية هو خسارة و "ضربة مؤلمة"، لكنها شددت على أن "الفريق صغير ومحدود بعد الانتخابات الأخيرة، والجميع يجب أن يتحمل مسؤوليته."
وكان أندرو هاستي من بين الأسماء التي طرحت لزعامة حزب الأحرار، بعد خسارة بيتر داتون مقعده البرلماني أمام مرشحة حزب العمال آلي فرانس بفارق يفوق عشرة آلاف صوت، في انتخابات عزز فيها العمال أغلبيتهم وسجّل فيها الائتلاف أسوأ نتيجة في تاريخه.