تتحول منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "تيك توك"، إلى مصدر أساسي للمعلومات الصحية لدى المراهقين والشباب، مقدمة محتوى يجمع بين النصائح الطبية وتجارب الحياة اليومية وحلول المشاكل الجمالية. لكن خلف هذا المحتوى الجذاب، يزداد القلق من كم المعلومات المضللة التي قد تعرض صحة المتابعين للخطر.
بحث جديد أجراه مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن أظهر أن ثلثي المراهقين يحصلون على معلوماتهم الصحية من وسائل التواصل، وأن كثيرين منهم يجربون اتجاهات وممارسات شائعة على الإنترنت، خاصة في مجالات اللياقة البدنية والعناية بالبشرة والحمية الغذائية. كما أشار الاستطلاع إلى أن ما يقرب من نصف المراهقين يشعرون بعد مشاهدة المحتوى برغبة في تغيير شكل أجسادهم.
الطالبة "ويلو" في الصف التاسع، قالت إن وسائل التواصل تفرض معايير ضاغطة للجمال، وتروج لممارسات مثل تسمير البشرة والتبديل المبكر لمنتجات العناية، ومنها استخدام "الريتينول" غير الموصى به لصغار السن. وأكدت أن قوة الإقناع العاطفي في هذه الفيديوهات تجعل المراهقين عرضة للتأثر دون وعي بمخاطرها.
لكن القلق لا يتوقف عند الجمال والرشاقة. دراسة من جامعة "لا تروب" حللت 100 فيديو على "تيك توك" حول وسائل منع الحمل، ووجدت أن أكثر من نصف صانعي المحتوى يرفضون وسائل منع الحمل الهرمونية، وأن ثلثهم يعبرون عن عدم الثقة في المهنيين الصحيين. كما أظهرت أن 90% من هذه الفيديوهات ليست من إنتاج مختصين طبيين، بل من أشخاص يعتمدون على تجارب شخصية وقناعات ذاتية.
الدكتورة "ماغان بوجدن"، المشاركة في إعداد الدراسة، حذرت من أن الترويج لطرق "التنظيم الطبيعي" دون ذكر حدود فعاليتها قد يؤدي إلى حمل غير مخطط له أو التعرض لأمراض منقولة جنسيًا. ودعت إلى انخراط أكبر للمتخصصين الصحيين في هذه المنصات لتقديم محتوى موثوق وغير متحيز يصل لجمهور واسع.
كما شددت على ضرورة التأكد من مؤهلات أي شخص يقدم نصيحة طبية على الإنترنت، حتى وإن كان يرتدي معطفًا أبيض أو يلقب نفسه بـ"طبيب"، مؤكدة أهمية الرجوع للطبيب العام أو الاطلاع على الإرشادات الطبية الرسمية قبل اتباع أي نصيحة يتم تداولها عبر الإنترنت.
هذا وقد رفضت منصة "تيك توك" التعليق عند تواصل SBS News معها.