في حين اعتقد الأستراليون أنهم في فصل الربيع والصيف الرطب، فإن التحول السريع في درجة الحرارة فوق القارة القطبية الجنوبية يمكن أن يغير التوقعات.
بدأ تغيير جذري يحدث في الأسبوع الماضي على ارتفاع حوالي 30 كيلومترًا فوق سطح القارة الجنوبية.
حيث تحطمت موجات الهواء المتصاعدة من خلال الرياح في طبقة الستراتوسفير وشكلت كتلة كبيرة من الهواء الساخن ارتفعت حرارتها إلى أكثر من 30 درجة مئوية في غضون أسبوع.
يُعرف هذا الحدث باسم الاحترار المفاجئ للستراتوسفير (SSW) وبسبب القوة القصوى المعتادة للرياح فوق القارة القطبية الجنوبية، فإنه نادر الحدوث في نصف الكرة الجنوبي.
ولكن عندما يحدث ذلك، يمكن أن يكون لـه عواقب كبيرة على توقعات الأرصاد الجوية في أستراليا.
قال الدكتور مارتن جوكر، المحاضر في مركز أبحاث تغير المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز، لـ SBS News إنه ليس من الواضح تمامًا كيف يحدث هذا - ولكن عواقبه كانت واضحة بشدة في أستراليا في الماضي.
«غالبًا ما يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة والجفاف عن الظروف المعتادة في جنوب شرق أستراليا. لم يتسبب ذلك في حرائق الغابات في عام 2019، ولكنه جعلها أسوأ لأنه جعل الظروف المواتية أسوأ - بل وأكثر عرضة للحرائق».
ما تأثير ذلك على طقس أستراليا؟
صرح كبير علماء المناخ من مكتب الأرصاد الجوية زايوينغ تشوا، لـ SBS News أن هناك بعض العلامات على تأثيرات هذه الظاهرة في الطقس الذي سيشعر به العديد من الأستراليين خلال الأسبوعين المقبلين.
شهد معظم البر الرئيسي لأستراليا بالفعل طقسًا أكثر سخونة في الأسبوع الماضي.
في نيو ساوث ويلز، كانت درجات الحرارة خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلى من المتوسط بحوالي خمس إلى 10 درجات مئوية.
على مدار الأسبوعين المقبلين، من المتوقع أن تشهد كل من جنوب وشرق أستراليا فترات من الطقس الحار (بعد انخفاض بارد قصير في الأيام المقبلة)، مع احتمال أن تكون درجات الحرارة في جنوب أستراليا بين ثمانية و 12 درجة مئوية فوق المتوسط.
قال تشوا: «من الصعب حقًا عزو [الطقس الحار] إلى عامل واحد ولكن من المحتمل أن تلعب ظاهرة SSW دورًا في تذبذب بعض درجات الحرارة هذه».
ماذا يعني ذلك لفصلي الربيع والصيف؟
قد يكون من الصعب التنبؤ بالتأثير بعيد المدى لـ SSWs على الطقس الذي نشهده في أستراليا، لأنه ينطوي على العديد من العوامل.
على سبيل المثال، كانت هذه الظاهرة التي تشكلت في يوليو من العام الماضي قصيرة العمر نسبيًا لأنها حدثت في الشتاء ولم يكن هناك ما يكفي من ضوء الشمس لزيادة تأثيرات التدفئة.
وقال جوكر إن عواقب SSW الحالية غير واضحة أيضًا. في حين أن ضوء الشمس الربيعي يزيد من تأثير الأمواج التي تضرب طبقة الستراتوسفير ويخلق تأثيرًا حراريًا أكبر مما شوهد العام الماضي، هناك توقعات متنافسة لما سيحدث لطقس أستراليا في الأشهر المقبلة.
وفي حين أن SSWs يمكن أن تجلب طقسًا أكثر سخونة وجفافًا إلى أستراليا (كما حدث في عام 2019)، أصدر مكتب الأرصاد الجوية مؤخرًا توقعاته بعيدة المدى التي تتنبأ بهطول أمطار فوق المتوسط في معظم النصف الشرقي من البلاد.
وأحد المؤشرات الرئيسية لهذا الطقس الرطب هو ما يُعرف باسم ثنائي القطب السلبي للمحيط الهندي - وهو نمط الغلاف الجوي والمحيطات الذي يظهر عندما يكون الجانب الشرقي من المحيط الهندي لأستراليا أكثر سخونة من الجانب الغربي.
في الوقت الحالي، لم يعلن مكتب الأرصاد الجوية أي تغييرات كبيرة في توقعاته الرطبة بعيدة المدى بسبب SSW بعد الأسبوعين المقبلين. لكن تشوا قال إن هذا قد يتغير ويقوم المكتب بتحديث توقعاته بعيدة المدى أسبوعيًا.
