هل يخسر المهددون بالعنف آخر مساحاتهم الآمنة بسبب الحظر الأسترالي على وسائل التواصل الاجتماعي؟

تستعد أستراليا لتطبيق قوانين جديدة تهدف إلى فرض قيود على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من خبراء بأن هذه الخطوة قد تُفاقم معاناة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع وتقطع عنهم شرياناً رقمياً مهماً.

A woman with short, curly hair looks at her phone while buildings are visible behind her.

Proposed age verification technologies could have a larger margin of error for some demographics, experts warn. Source: Getty / PeopleImages

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

بموجب القوانين الجديدة، التي ستدخل حيّز التنفيذ في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، سيُحظر على من هم دون السادسة عشرة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، كما سيُطلب من المستخدمين تقديم وثائق هوية حكومية للاحتفاظ بحساباتهم.

تهديد مباشر لسلامة الأكثر عرضة للخطر

تحذّر دانا ماكاي، العميدة المساعدة في مجال التفاعل والتكنولوجيا والمعلومات بجامعة "RMIT"، من أن هذه القوانين قد تُعقد حياة من يواجهون ظروفاً قاسية. وقالت في تصريح لـ أس بي أس نيوز:

بالنسبة لغالبية الناس، قد ينجح الحظر في إبعاد المراهقين عن وسائل التواصل، لكن بالنسبة للأكثر عرضة للخطر، فإن الحياة ستصبح أكثر صعوبة
وتوضح ماكاي أن ربط الحسابات بمعلومات حكومية مثل رخصة القيادة يتطلب تطابقاً تاماً في الاسم وتاريخ الميلاد، ما قد يحرم فئات عديدة من الوصول إلى حساباتها. وتشمل هذه الفئات المدرسين الذين يستخدمون أسماء عائلية سابقة لحماية خصوصيتهم، أو أفراد مجتمع الميم الذين يعتمدون على حسابات بأسماء بديلة لتجنّب التعرض للوصم أو الاضطهاد.

وتضيف: "في بعض الحالات، تكون هذه الحسابات السرية بمثابة طوق نجاة للأشخاص الهاربين من العنف الأسري، حيث تساعدهم على البقاء على تواصل مع مجتمعات داعمة وتوفير المعلومات الضرورية للنجاة."

كما أشارت إلى أنّ الأشخاص من خلفيات غير أوروبية قد يتضررون أيضاً، بسبب اختلاف طرق كتابة الأسماء من لغات غير لاتينية، ما قد يؤدي إلى عدم تطابق مع الوثائق الرسمية.

ثغرات تقنية ومخاوف خصوصية

من جانبها، حذّرت جاستين همفري، المحاضرة في الثقافة الرقمية بجامعة سيدني، من أن تقنيات "التحقق من العمر" التي ستُعتمد قد تكون غير دقيقة لبعض الفئات، خصوصًا كبار السن، والنساء، والأشخاص من غير ذوي البشرة البيضاء.

وقالت همفري: "إذا طُبقت هذه التقنيات دون معالجة نقاط ضعفها الحالية، فمن المرجح أن تؤدي إلى زيادة الحواجز والتمييز في الوصول والاستخدام." وأضافت أن هناك مخاطر جدية تتعلق بخصوصية البيانات، مثل الاحتفاظ المفرط بالمعلومات، والتتبع الرقمي، وإعادة استخدام البيانات عبر منصات متعددة.

بين الحماية والمخاطر

تقرّ الحكومة بأن بعض المستخدمين يستغلون الحسابات المجهولة لأغراض ضارة، وأن القيود الجديدة قد تحدّ من هذه الممارسات. لكنها أكدت أيضاً أنها ستواصل العمل على تحسين آليات التنفيذ والرقابة على القوانين المقررة بحلول نهاية العام.

وبينما ترى السلطات أن الهدف الأساسي هو حماية المراهقين من مخاطر الفضاء الرقمي، يحذّر الخبراء من أن ثمن هذه الخطوة قد يدفعه الأكثر هشاشة، ممن يعتمدون على فضاء الإنترنت كملاذ آمن في مواجهة التمييز أو العنف.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Cameron Carr
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand