بعد اعلان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون خلال مؤتمر صحافي اليوم إنه "منفتح" على مقترحات للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وذلك في خرق للسياسة التي اتبعتها الحكومات الأسترالية المتعاقبة على مدى عقود اليكم أبرز المواقف الأسترالية في عهد الحكومات المتعاقبة منذ مطلع التسعينات.
وُصِف رئيس الوزراء الأسبق جون هاوارد ببطل اسرائيل واحتفلت به الجالية اليهودية في أستراليا عام 2007 تقديراً لما أسموه بدعمه الشجاع لإسرائيل. أمّا علاقة هاوارد الوطيدة بالجالية اليهودية في أستراليا وبدولة اسرائيل فتعود إلى عام 1975 عندما تم انتخاب حكومة مالكوم فرايزر التي عيّن فيها هاوارد وزيراً للخزانة.
وعند انتخاب هاوارد لرئاسة الوزراء عام 1996 لقي انتخابه ترحيباً واسعاً في الأوساط اليهودية خاصةً وأن هاوارد بدأ حياته العملية في مكتب للمحاماة كان مديره يهودي وزار اسرائيل لأول مرة في عام 1962. ومنذ ذلك الوقت وصف هاوارد بأنه البطل الذي يسعى لدعم دولة اسرائيل خاصة وان احد تصريحاته جاء فيها:
"إنّ المودة الشخصية التي أكنها لدولة اسرائيل والمودة الشخصية التي أحملها للشعب اليهودي حول العالم لن تضعف، إنّه شيء أحتفظ به واعتبره غالياً وهو شيء أقدره كجزء من وجودي وأحاول القيام به في حياتي".
وبعيداً عن العلاقة الشخصية لهاوارد بدولة اسرائيل كانت أبرز سياسة حكومته الخارجية أثناء حكمه الطويل لأستراليا تتلخص في وصف حكومة الائتلاف آنذاك احترامها لديمقراطية اسرائيل و تفهما لما وصفته بالخطر الامني الكبير الذي يهدد الدولة العبرية. وفي عام 2002 أعلن هاوارد ان الحل للنزاع في الشرق الأوسط يكمن في انشاء دولة للفلسطينيين تضمن حماية أمن و حدود اسرائيل.

Former Prime Minister John Howard Source: AAP
ومن عهد حكومة هاوارد ننتقل إلى عهد الحكومات العمالية المتعاقبة بين جوليا غيلارد وكيفين راد بين الأعوام 2007 و 2013.
في عهد كل من كيفين راد و جوليا غيلارد شهدت استراليا تحولاً وتغيراً في طريقة تعاملها مع ملف النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وكان الدليل على ذلك اللغة التي استخدمها رؤساء الوزراء و تصويت استراليا على القرارات الدولية في مجلس الأمن. فعهدي راد وغيلارد كانا نقطة تحول واختلاف واضح عن عهد سلفهم جون هاوارد.
في عام 2007 قامت حكومة كيفين راد العمالية بزيادة التمويل والاعانات المخصصة للأراضي الفلسطينية وشددت الحكومتين المتعاقبتين على ضرورة حل الدولتين للصراع العربي الاسرائيلي وانشاء دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.

Images of former prime ministers Kevin Rudd and Julia Gillard Source: AAP
أمّا في عام 2008-2009 واثناء الحرب على قطاع غزة صرّحت نائبة رئيس الوزراء آنذاك جوليا غيلارد قائلةً:
"لقد قلنا دائمًا أننا نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ، لكننا نحث إسرائيل على أن تكون مدركة تمامًا للمدنيين المعنيين ، من احتمال وقوع إصابات في صفوف المدنيين ، ومن الواضح أننا شهدنا سقوط ضحايا من المدنيين. وكنا أقوياء في تأييدنا المستمر لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف جميع أشكال العنف".
ومع عودة الائتلاف إلى الحكم عام 2013 تحت قيادة طوني آبوت ومن ثمّ مالكوم تيرنبول تحول موقف أستراليا في الأمم المتحدة من مؤيد لحل الدولتين إلى ممتنع عن التصويت اذ أعلنت وزيرة الخارجية آنذاك جولي بيشوب أن الحكومة الائتلافية ستعود إلى سياسة حكومة هاوارد. كما ووصفت حكومة آبوت بأكثر حكومة استرالية دعمت اسرائيل خاصة عندما اعلن وزير الصناعات الدفاعية كريستوفير باين التالي عام 2014:

Tony Abbott and Malcolm Turnbull Source: SBS
"أستراليا واسرائيل دولتان شقيقتان تؤمنان بنفس الشيء. نحن نعتبر أنّ إسرائيل وأستراليا دولتين شقيقتين لهما نفس نظام القيم ونريد أن نظهر دعمنا لهذا النظام في الشرق الأوسط".
وفي ذات العام قامت الحكومة الأحرارية بالتراجع عن موقفها المعارض لتوسيع المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وامتنعت عن التصويت مجدداً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي عام 2014 أعلنت حكومة آبوت أنها لن تشير لأراضي الفلسطينية المحتلة بوصف "محتلة" بعد اليوم خاصة القدس الشرقية.
والجدير بالذكر ان حكومة تيرنبول كانت قد اكدت أنها لن تمشي على خطا الولايات المتحدة الأمريكية في كانون أول ديسمبر العام الماضي ولن تنقل سفارتها إلى القدس.
ويشار إلى ان وزيرة الخارجية السابقة جولي بيشوب أعلنت أن استراليا قامت بإدراج حماس على قائمة المنظمات الارهابية.
كما ويشار إلى أنّ الحكومة الفدرالية تحت قيادة مالكوم تيرنبول أعلنت عن وقف تقديم مساعدات مباشرة للسلطة الفلسطينية في تموز يوليو الماضي معللة ذلك بأنها قلقة من إمكانية استخدام هذه المساعدات لدعم أشخاص مدانين بالعنف السياسي.

Ex-foreign minister Julie Bishop Source: AAP