يقوم العديد من الناس بتشغيل الراديو من دون التفكير بالأمر كجزء من روتينهم اليومي، وغالباً ما يتركونه شغالاً وينصرفون للقيام بأعمال أخرى. غير أن هذا الأمر قد لا ينطبق على فئة كبار السن من الأستراليين الذين يرون في الراديو وسيلة حيوية تبقيهم على صلة بالمجتمع وتساعدهم على تحسين قدراتهم الفكرية وحتى الجسدية.
الباحثة في جامعة ملبورن Amanda Krause تقوم بدراسة عن أهمية الراديو كوسيلة تواصل للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن خمسة وستين عاماً، وهي اكتشفت من خلال هذه الدراسة عدة طرق يمكن من خلالها أن يساعد الراديو هذه الفئة العمرية أبرزها أنه يخفف من شعور الوحدة بحيث يشعر المستمع أنه بصحبة شخص آخر ...
من جانبها، تؤمن Jo Curtin من جمعية البث المجتمعي أن برامج الراديو تخلق رابطاً قوياً بين المستمعين والعالم الخارجي، من خلال تزويدهم بالمعلومات التي يحتاجون معرفتها، تعريفهم على كثير من الفرص، وخلق علاقة بينهم وبين فئات المجتمع الأخرى الأمر الذي يؤثر حتماً على صحتهم النفسية.
وتظهر أرقام صادرة عن جمعية البث المجتمعي لعام 2018 أن 28% من الأستراليين الذين يستمعون إلى الإذاعات المجتمعية يزيد عمرهم عن خمسة وخمسين عاماً وغالبيتهم من الرجال.
وفي هذا الإطار يقول , Ian Yates المدير التنفيذي لمجلس الشيخوخة COTA Australia أن عادات الإستماع إلى الراديو لدى كبار السن تختلف تماماً كما تختلف الفئات التي ينتمي إليها هؤلاء.
ويؤكد Yates على أهمية الراديو في إيصال المعلومات المهمة لكبار السن عن الخدمات والتسهيلات التي يمكنهم أن يستفيدوا منها مشيراً إلى أهمية مشاركتهم بالحوار المباشر خلال البرامج الإذاعية إذ أن التعبير عن رأيهم وتبادل الأفكار ووجهات النظر بينهم وبين باقي المستمعين يحوّل الراديو من مجرد وسيلة استماع إلى صديق يرافقهم في حياتهم اليومية.