تعرض قناة أس بي أس الموسم الثاني من وثائقي "لكل عائلة سر" وفيه نتعرف على أسرار ستة أستراليين من خلفيات إثنية مختلفة مصممون على كشف الغطاء عن أسرار الأسرة، مهما كانت الحقيقة صادمة.
من بين تلك القصص قصة شونا هاندلي التي ترويها لنا في ما يلي.
قصة هاندلي: ثمرة العلاقة الغرامية السرية
من خلال عملي ككاتبه، وجدت أن أكثر القصص جاذبية هي القصص الشخصية التي تجبرك على عدم تصديقها. غالبًا ما يتعلق الأمر بأسرة الشخص، حيث يوجد حتماً نوع من الفضيحة، "خروف أسود" أو سر.
أجريت على مر السنوات مقابلات مع أشخاص حول حياتهم، واستمعت إلى القصص المعقدة ودورهم فيها، وتأثيرات هذه التجارب المستمرة عليهم. لقد سمعت أكثر الروايات التي لا تصدق عن الناس العاديين، وبعضها مثل المسلسلات التلفزيونية لن تصدق أنه يمكن أن يكون صحيحًا، ولكنه كذلك بالطبع.
لكن من بين هذه القصص، ربما تكون قصتي هي أكثر القصص إثارةً للريبة. إنها أيضًا تجربة سببت لي ألمًا هائلاً طوال حياتي، حتى الآن.
الحقيقة هي، أنا سر. أنا ابنة سرية. لقد ولدت من علاقة غرامية.
قبل خمسة وثلاثين عامًا، دخلت العالم في مستشفى النساء في ملبورن. في شهادة ميلادي التي تم تعبئتها في الأيام التالية، تم استكمال جميع التفاصيل، باستثناء واحدة. كان قسم "الأب"، حيث كان يجب كتابة اسم والدي، تمت كتابة كلمة "غير معروف".
بينما كان بإمكان والدتي تقديم اسم والدي الحقيقي لتلك الشهادة، إلا أنها لم تفعل ذلك. وبهذا، في لحظة رمزية واحدة، كانت هويتي متداخلة إلى الأبد، رسميًا مع هذا السر الذي لم يكن لدي خيار فيه مطلقًا.
كان والدي متزوجًا من امرأة وصفها ذات مرة بأنها "أفضل أصدقائه"، لكن هذه المرأة لم تكن أمي.
التقى والداي عندما كانت أمي تدرس كطالبة ناضجة في جامعة ملبورن، وكان هو معلمها. ازدهرت العلاقة بينهما واستمرت سبع سنوات. لم تكن علاقة غرامية سريعة وجامحة يمكن إلقاء اللوم فيها على سوء الحكم أو الكحول. لقد كانت طويلة الامد، ومخططة بدقة، ومتعمدة ومتبادلة.
بعد حوالي أربع أو خمس سنوات من هذه العلاقة ، هذه العلاقة السرية ، أعربت أمي عن رغبتها في إنجاب طفل. في النهاية (وبإرادة حرة يمكنني أن أضيف) وافق والدي.
عندما كنت صغيرة، كنت لا أزال في المدرسة الابتدائية، أخبرتني أمي عن طبيعة علاقتها بوالدي وكيف جئت الى الحياة. في تلك المرحلة لم أفهم حقًا ما تعنيه، كنت في السابعة أو الثامنة من عمري، كيف يمكنني أن أفهم؟ أردت ببساطة أن أعرف لماذا لم تكن هناك صور لهم في حفل زفافهم، والزواج الذي أخبرته لي أنه حدث ولكنه لم يستمر. لكن لم تكن هناك صور لأنه لم يكن هناك حفل زفاف كما أكتشفت لاحقا.
في الواقع، لم تكن هناك صور لأبي على الإطلاق. ولا واحدة. لم يكن لدي أي فكرة عن شكله بخلاف الوصف الغامض الذي قدمته والدتي. وخلال حياتي، كانت المعلومات الوحيدة التي فهمتها عن والدي كانت أيضًا منها.

A young Shona with her mother. Source: Supplied
لم أر والدي بعدما انتقلت ووالدتي الى ملبورن عندما كان عمري حوالي عامين. بعد ذلك، كان يتصل بنا عبر الهاتف عدة مرات في السنة، من صندوق هاتف عام حيث يمكن سماع القطارات في الخلفية.
كان يرسل لنا بطاقات أعياد الميلاد وبطاقات عيد الميلاد، وقد تم التوقيع عليها "صديقك" ، وليس اسمه مطلقًا، وهو إجراء، تمامًا مثل شهادة الميلاد، لحماية الذات حتى لا يتم الكشف عن هويته على الورق.
ثم بعد عيد ميلادي الثامن عشر، لم نسمع عنه وأمي أي شئ مرة أخرى. اعتقدت أمي أنه ربما مات. لفترة طويلة بعد ذلك، لم أفكر فيه، على الأقل بوعي مني.
عندما أصبحت أماً منذ ما يقرب من ثماني سنوات، فإن موقفي "اللامبالي"، كما كنت أتخيل والدي يقول، تغير وزادت رغبتي في فهم جزء لا يتجزأ من هويتي، من تراثي، من والدي البيولوجي. كان هناك أيضًا التاريخ الطبي له ولعائلته الذي لم يكن لدي أي فكرة عنه وكان من المهم أيضًا بالنسبة لي أن أعرفه - لنفسي وبناتي.
ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتحقيق عبر الإنترنت وجدت طريقة للاتصال به. وفعلت ذلك عبر البريد الإلكتروني. ما حدث بعد ذلك كان مفجعًا بالنسبة لي، حتى بعد مرور ثلاث سنوات.
بينما كانت ردوده في بداية مراسلاتنا ودية ومهذبة، لكنها سرعان ما تحولت الى شئ اخر عندما سألته عما إذا كان بإمكاننا الالتقاء.
شرحت أن مقابلته، ولو مرة واحدة، ستعني لي الكثير. لم أكن مهتمة بكشف سره لعائلته أو زوجته، وأنني أود فقط أن تتاح لي الفرصة لمقابلة والدي شخصيًا.
لكن لم يأخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار أبدًا. أخبرني أنه لا يستطيع بأي شكل من الأشكال مقابلتي، حتى أنه رفض الاتصال بي على الهاتف كبديل. ثم ألقى اللوم علي لأنني جعلت ضغط دمه يرتفع. أخيرًا، قال إنه إذا أصررت على الاجتماع، فلن يرسل لي بريدًا إلكترونيًا بعد الآن، فسأكون، كما كنت بالفعل منذ سنوات، مقطوعة.
وفي النهاية كنت كذلك. تم حذف بريده الإلكتروني المزيف، واختفت جميع طرق الاتصال به.
على رغم حذفه لي من جهاز الكمبيوتر الخاص به، إلا أنني ما أزال هنا. قد أكون سرًا في عينيه، لكن بالنسبة لي، لم تعد قصتي ومن أنا سراً، ليس بعد الآن. في السنوات الثلاث التي مرت منذ أن تواصلت مع والدي ، شعرت بمد وتدفق مستمر للعواطف.
هناك جزء مني يرغب دائمًا في الوصول الى نوع من الخاتمة لهذه القصة ، وكان الحل المثالي بنظري أن يجد أبي الشجاعة للكشف عن سره والتواصل معي ، كابنته التي يريد فقط التعرف عليها
في السنوات الثلاث التي مرت منذ أن تواصلت مع والدي، شعرت بمد وتدفق مستمر للعواطف.
هناك جزء آخر مني، في الأيام السيئة، يأمل أن تؤدي مرارة السر الى تآكله من الداخل، ليس بسبب العلاقة الغرامية نفسها ولكن بسبب رفضه البارد لنا، لي. في النهاية، ليس لدي أي سيطرة على أي من هذا تمامًا كما لم يكن لدي أي سيطرة على ظروف ولادتي.
أعلم أنني فعلت ما في وسعي. وأنا أعلم أنني كنت صادقًة، بشراسة جدًا؛ لقد كنت شجاعًة، لقد أظهرت هشاشتي وضعفي. والأهم من ذلك ، لقد كنت على طبيعتي، وهو شيء لا يزال والدي يكافح من أجله.
Shona Hendley كاتبة مستقلة. لمتابعتها على إنستغرام @shonamarion
يبدأ عرض الموسم من Every Family Has A Secret يوم الثلاثاء 22 سبتمبر في تمام الساعة 7.30 مساءً على SBS. وتعرض الحلقات أيضًا على قناة SBS VICELAND يوم الخميس الساعة 11 مساءً.
شارك

