من بلدة "الجديدة" الساحلية بالمملكة المغربية، أتت زارا الرشيدي إلى أستراليا بالكثير من الأحلام والامنيات ومعها عشق تصميم الأزياء الذي لازمها منذ الطفولة.
النقاط الرئيسية
- قصة عشق مع الأزياء والتصميم من المغرب إلى أستراليا
- تخصصت زارا الرشيدي في الهندسة الداخلية ثم اتجهت إلى عالم الموضة والأزياء
- أسست الرشيدي بيت القفطان في سيدني لتحمل التراث المغربي إلى أستراليا
تقع مدينة الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي شمال مدينة الدار البيضاء ويحدها شرقا مدينة مراكش السياحية.
تقول الرشيدي" أنا من المغرب، وتحديدا من مدينة الجديدة وهي عاصمة إقليم الجديدة وجزء من الدار البيضاء".
لمدينة الجديدة تاريخ مثير، حيث لم يكن اسمها الجديدة أو أي اسم عربي على الإطلاق، ولكن كان يطلق عليها "مازاكان"، ويعود اسمها حيث كانت مستعمرة برتغالية في سنة 1541.

Source: Arabi news
تروي الرشيدي "اسم "الجديدة" هو اسم جديد، حيث كانت المدينة تدعى مازاكان وكانت عبارة عن قصبة برتغالية".
وعلى الرغم من أنها من مدينة "الجديدة"، إلا أن والدتها جاءت من مدينة فاس، والمعروفة بتصاميمها المعمارية الفريدة والتي كان لها أثر كبير على زارا في فترة الطفولة.
تحكي الرشيدي" والدتي من مدينة فاس، وفاس في المغرب مشهورة بفن التصميم، ووالدتي كانت لديها موهبة في التصميم والتطريز والمجالات الإبداعية بشكل عام، ظللت أتابعها وأتعلم منها، ولذلك فيمكنني القول إن التصميم في دمي".

Source: Arabi news
تخصصت زارا في الهندسة الداخلية، ومع انتقالها للعيش في أستراليا منذ خمس عشرة سنة كانت تنقل التصاميم المغربية في البيوت والحجرات على الطابع العربي، ولكنها لاحظت ارتفاع الطلب على تصميمات الملابس وبالأخص القفطان.
تسرد الرشيدي مشوارها" تخصصي هو الهندسة الداخلية، وتصميم ديكورات المنازل بتصاميم مغربية، ولكن بعد قترة من عملي، بدأ العديد يطلبون مني تصميم الملابس على الطريقة المغربية".
ومن هنا جاءت فكرة تأسيس دار أزياء للقفطان المغربي أثناء إحدى زياراتها للمغرب.

Source: Arabi news
تحكي الرشيدي بفخر" والدتي شجعتني على الفكرة، وبدأنا في العمل سوية، ولاقينا اقبالا كبيرا على تصميماتنا وقمت بتأسيس دار أزياء للقطان المغربي في سيدني".
سلّطت زارا الضوء على مساهمة القفطان المغربي في ترك بصمة في الموضة العالمية إذ إن أشهر مصممي الأزياء كجان بول غوتييه، كنزو، إيف سان لوران وغيرهم يصمّمون القفطان. فالقفطان يحاكي المرأة أينما كانت ولا يجتذب المرأة المغربية فحسب.
كان لهذه المبادرة دافع إنسانيّ يتمثّل بتعزيز قدرات المرأة المغربية المهمشة، وبذلك أطلقت زارا بيت القفطان Caftan house لتحمل التراث المغربي إلى أستراليا وتدعم في الوقت عينه المرأة المغربيّة. اليوم، يدعم بيت القفطان ويشغّل مئة امرأة في المغرب.

Source: Arabi news
وفي حديث سابق مع أس بي أس عربي24، سلطت الرشيدي لضوء على تاريخ القفطان وميزاته، مشيرة إلى أن القفطان كان لباس السلاطين والملوك ويعود إلى عصر الموحدين.
وأشارت إلى أن تطوّر الأزياء خلال العصور وطيلة ثمانية قرون فأصبح زيًّا نسائيًّا بعد أن كان اللباس التقليدي للرجل.
وعن وطنها الجديد في أستراليا، تقول الرشيدي" لم أشعر بغربة هنا في أستراليا، طبيعة المناخ متشابهة بين سيدني والجديدة".

Zara Al-rachidi the founder of " The Caftan House" in Australia. Source: Zara Al-rachidi
وأضاف الرشيدي" أستراليا بلد رائع وملئ بالفرص، أيا ما كان مجال عملك، يمكنك النجاح والوصول إلى ما تسعى إليه".
وترى الرشيدي أن على المهاجرين الجدد سرعة الاندماج وتبني الوطن الجديد حتى يمكنك تعزيز الانتماء والاستثمار في بلدك الجديد.
تقول زارا" أعتقد أنه المهاجر يجب أن يتبنى الوطن الجديد ويفكر فيه بتلك الطريقة، لأنها بالفعل بلده بالإضافة إلى بلده الأم، والا لن يشعر بانتماء إلى هذا المجتمع".

Source: Arabi news
تحكي الرشيدي بفخر عن سعادتها بتحقيق فكرتها في نقل الثقافة المغربية إلى المجتمع الأسترالي عن طريق الأزياء.
وتختم الرشيدي حديثها" فخورة بما حققته هنا في أستراليا، وسعيدة بشكل كبير أنني تمكنت من إحضار الثقافة المغربية والحضارة إلى المجتمع الأسترالي".