يُعتبر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين الذي أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتله بضربة شنّها على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع، المرشّح الأبرز لخلافة الأمين العام حسن نصرالله.
ولم يؤكد حزب الله مقتل صفي الدين الذي انقطع الاتصال به منذ الضربة التي شنّتها إسرائيل ليل الرابع من تشرين الأول/أكتوبر على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما أفاد مصدر رفيع في الحزب وكالة فرانس برس غداة الضربة.
وقال المصدر في تصريح لفرانس برس حينها إن الاتصال مع صفي الدين "مقطوع" منذ سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية يومئذ، مضيفا "لا نعلم إذا كان موجودا في المكان الذي استهدفته الغارات، ومن كان موجودا معه".
وكان مصدر حزبي آخر أكد تلك المعلومات، مشيرا إلى أن الحزب يحاول الوصول إلى المقر الذي تم استهدافه تحت الأرض، لكنّ إسرائيل تنفذ بشكل منهجي غارات جديدة في محاولة لعرقلة وصول عناصر الإغاثة.
ولم يظهر صفي الدين إلى العلن منذ مقتل نصرالله في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر. ولا يُعرف مكان وجوده، حاله كحال كل قادة حزب الله المطاردين من إسرائيل.
من هو صفي الدين؟
وصفيّ الدين من مؤسسي حزب الله في العام 1982، ويشغل منصبه الحالي منذ 1994.
وفيما كان اهتمام نصرالله ينصب على الجانبين السياسي والعسكري في الحزب، انكبّ صفي الدين على الاهتمام أكثر بمؤسسات الحزب وماليته، وفق خبراء.
وبخلاف نصرالله الذي كان ظهوره علنا في مناسبات الحزب نادرا خلال السنوات الأخيرة، شارك صفي الدين بصفته رئيس المجلس التنفيذي، في مناسبات عدة للحزب، سياسية ودينية، وغالبا ما تقدّم الصفوف الأمامية في فاعليات اعتاد نصرالله التحدّث خلالها عبر الشاشة.

At least 18 people, including four children, were killed in an Israeli strike near Rafik Hariri University Hospital in Beirut, the Lebanese health ministry said. Source: EPA / Wael Hamzeh
ويخضع هاشم صفي الدين لعقوبات من الخزانة الأميركية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب موضوعين على لائحة "الإرهاب". وهو مدرج كذلك على اللائحة السعودية "للإرهاب".
بلينكن يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة
وشدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل الثلاثاء على أنّ مقتل زعيم حماس يحيى السنوار يشكّل "فرصة كبيرة" لوضع حدّ للحرب الدائرة في غزة، بينما تواصل الدولة العبرية شنّ ضربات في لبنان ضد حزب الله وتستعد للرد على هجوم إيراني.
وحضّ الوزير الأميركي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع في القدس على اتّخاذ "تدابير إضافية" لزيادة المساعدات الانسانية التي تدخل القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر بعد عام من الحرب مع حماس، وفق الخارجية الأميركية.

U.S. Secretary of State Antony Blinken speaks during a press conference before a meeting with Israeli Minister of Foreign Affairs Eli Cohen (not pictured) on January 30, 2023 in Jerusalem, Israel. (Photo by Amir Levy/Getty Images) Credit: Amir Levy/Getty Images
وامتدت نيران هذه الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى لبنان حيث تخوض إسرائيل منذ نحو شهر مواجهة مفتوحة مع حزب الله تشمل غارات مكثفة وعمليات برية "محدودة". وأسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 1500 شخص خلال شهر، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية 10 منهم على الأقل الثلاثاء.
وتسبّب هجوم حماس على جنوب إسرائيل قبل عام بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم بغزّة.
وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 42718 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.