فاستئناف جلسات البرلمان يسبقه عادة اجتماع عام لبرلمانيي كل حزب. في مثل هذا الاجتماع يثبّت عادة القائد زعامته أو ينبري أحد الخصوم ليتحداه على منصب الزعامة. قد يكون من المبكر الآن التكهن بمثل هذا السيناريو، خصوصاً في غياب الزعيم البديل أقله حتى لحظة كتابة هذه السطور، لكن المؤشرات التي تزيد من هذا الاحتمال تتسارع.
كل هذه المؤشرات تؤكد على أن حكومة مالكوم تورنبول في أضعف وضع لها منذ انتخابها. ويتغلغل هذا الضعف إلى أوصالها كافة، منها عدد نواب الائتلاف، التصدع داخل حزب الأحرار، وازدياد التباعد بين شريكيْ الائتلاف الحاكم الأحرار والوطنيين.
ويمكن تلخيص المؤشرات التي توحي برياح التغيير الحكومي كالتالي:
- على رغم أن الانتخابات الفرعية لمقعد نيو إنغلاند ستجرى غداً، فإن الأنظار مشدودة أكثر نحو الانتخابات الفرعية في مقعد بينيلونغ لأن زعيم حزب الوطنيين برنابي جويس يبدو مرجحاً للفوز بالأول فيما يبدو وضع مرشح الأحرار عن المعقد الثاني النائب الحالي جون ألكسندر أكثر خطورة. إذا خسر الائتلاف المقعد فإن عدد نوابه سيقل عن الحد الأدنى المطلوب لتشكيل حكومة وهو 76 نائباً. عندها سيترتب على الائتلاف كسب أصوات المستقلين. واستمالة هؤلاء قد تستغرق فترة طويلة ما سيغرق البلاد في فوضى قد تؤدي إلى سقوط الحكومة.
- ازدياد الشرخ وتعمّق الهوة بين شريكيْ الائتلاف الحاكم. ويبدو من كلام زعيم حزب الوطنيين في نيو ساوث ويلز John Barilaro اليوم وكأن الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة. و Barilaroهو أيضاً نائب رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان. كلام كبير نطق به بحق تورنبول واصفاً إياه بـ "المشكلة" ومعتبراً أن رحليه سيشكل "هدية العيد للأستراليين". وأضاف Barilaro في لهجة لا تخلو من الوعيد: "إذا لم يستقل تورنبول قريباً فإن حزبه قد يضطر إلى إزاحته". وسرعان ما رد عليه تورنبول متسائلاً عن أسباب هذا التصريح ولماذا لم يتصل به مباشرة طالما أن لديه ما يقلقه. كذلك، سارع عدد من كبار معاوني تورنبول إلى الدفاع عنه.
- ترجيح ازدياد التباعد بين الأحرار والوطنيين عندما يستأنف البرلمان جلساته الاثنين المقبل، حول الهيئة الملكية للتحقيق في عمل المصارف. فحزب الأحرار يريد منحها صلاحيات محددة فيما يطالب حزب الوطنيين بأن تكون لها صلاحيات واسعة، وهو مطلب يحظى بتأييد العمال والخضر.
- تزايد التصدع داخل حزب الأحرار بين المحافظين والمعتدلين حول حماية حريات الدين والمعتقد في مشروع قانون زواج المثليين. هذا المشروع مرّ في مجلس الشيوخ من دون الأخذ بالتعديلات المقترحة لحماية الحريات الدينية. وسيعاود المحافظون الكرّة في مجلس النواب حيث لديهم صوت أقوى. ويتهم المحافظون تورنبول وفريقه بالتخلي عن قيم الحزب.
من هنا تكثر التكهنات حول صورة المشهد السياسي التي ستفرزها تطورات الأيام المقبلة في أستراليا. من هذه التطورات، نتائج انتخابات مقعد نيو إنغلاند والتي ستجرى غداً وسط حظوظ مرتفعة لنائب رئيس الوزراء زعيم حزب الوطنيين برنابي جويس.
لكن السؤال هو كيف سيخرج جويس من المعركة الانتخابية؟ هل سيُجرح في المعركة؟ وكيف سيفجر غضبه على رفاق الصف، حزب الأحرار، الذين يعتبر أنهم أساؤوا إلى حزبه خلال فترة غيابه؟
هل سيكون يوم الاثنين المقبل حقاً يوم البارود؟ هل سيكو يوم الحساب أم أن المعركة ستؤجَّل مرة أخرى؟