دخل النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة من الغموض والترقب، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتخذ قراره بشأن انخراط بلاده في الحملة العسكرية ضد إيران "خلال أسبوعين"، مع ترك الباب مفتوحًا أمام مسار تفاوضي محتمل.
وقال ترامب في بيان تلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إن هناك "فرصة حيوية" لإجراء مفاوضات مع إيران في المستقبل القريب، مؤكدًا أنه لم يُحسم بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الضربات الإسرائيلية أو لا.
تأتي هذه التصريحات عقب أسبوع من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين، بينهم رئيس استخبارات الحرس الثوري. وردًا على ذلك، شنت طهران هجمات صاروخية، أحدها أصاب مستشفى إسرائيلي.
وفي خطوة تعكس استمرار التصعيد، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تعيين محمد باكبور قائدًا جديدًا للحرس الثوري، والذي توعّد بـ"فتح أبواب الجحيم" ردًا على الضربات الإسرائيلية.
وفيما تعلن إسرائيل أن غاراتها تهدف إلى منع إيران من حيازة السلاح النووي، قالت ليفيت إن طهران باتت "قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال أسبوعين"، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
على المستوى الدولي، تتحرك الدول الأوروبية لاحتواء التصعيد. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه سيلتقي مسؤولين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في جنيف، في محاولة لإحياء المسار الدبلوماسي، رغم استمرار القتال على الأرض.
وفي واشنطن، عقد ترامب ثلاثة اجتماعات متتالية مع فريق الأمن القومي، في وقت تستمر فيه الضغوط من داخله وخارجه لاتخاذ موقف واضح من النزاع. بينما يرفض بعض المقربين منه، وعلى رأسهم ستيف بانون وتاكر كارلسون، أي تدخل عسكري مباشر.
في إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن بلاده "تغير وجه العالم" من خلال حربها ضد إيران، مؤكدًا أنها دمّرت أكثر من نصف منصات الصواريخ الإيرانية، ومشيرًا إلى أن "أي مساعدة دولية مرحب بها".
وبحسب أرقام رسمية، خلّفت الضربات الإسرائيلية منذ 13 من حزيران/يونيو ما لا يقل عن 224 قتيلًا في إيران، مقابل 25 قتيلًا في إسرائيل جراء الهجمات الإيرانية.
وفيما يتواصل النزاع، يترقب العالم ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا إضافيًا بمشاركة أميركية مباشرة، أم أن نوافذ الدبلوماسية ستفتح في اللحظات الأخيرة، منعًا لانزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.
