في تطور مثير للقلق على الساحة الدولية، أعلنت إيران رسميًا تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أعقاب ضربات جوية غير مسبوقة شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على منشآت نووية إيرانية. القرار الذي صادق عليه البرلمان والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، يشترط حصول الوكالة على موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي قبل أي تفتيش مستقبلي، ما يعمّق التوتر القائم منذ اتهام طهران بعدم التعاون بشأن مواد نووية غير معلنة.
واعتبرت طهران أن الوكالة وفرت "غطاءً قانونيًا" للهجمات الإسرائيلية، بينما حذرت واشنطن من تداعيات "خطوة غير مقبولة"، مشيرة إلى أن إيران راكمت كميات من اليورانيوم المخصب دون غرض سلمي واضح. وفي المقابل، اتهم مسؤولون إيرانيون الوكالة ومديرها رافائيل غروسي بـ"التحريض"، بينما أعلنت الوكالة أنها تنتظر توضيحات رسمية.
الضربات التي طالت منشآت في فوردو وأصفهان ونطنز أوقعت خسائر بشرية ومادية جسيمة، فيما قدّرت المخابرات الأمريكية أن البرنامج النووي الإيراني تأخر عامين. إسرائيل، من جهتها، دعت الأوروبيين لتفعيل "آلية العودة التلقائية للعقوبات" قبل انقضائها في أكتوبر المقبل، وهو ما قد يدفع طهران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
تواصل الحرب الدامية في غزة
في غضون ذلك، تتواصل الحرب الدامية في غزة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهّد "باقتلاع حماس من الجذور"، بينما أعلنت الحركة أنها تدرس مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتضمن تبادل أسرى ومساعدات إنسانية عاجلة.
ورغم ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دعم إسرائيلي للهدنة، قُتل العشرات في غارات إسرائيلية استهدفت أحياء سكنية وخيام نازحين، بينهم طبيب بارز مع أسرته. الدفاع المدني الفلسطيني وصف الوضع بـ"الكارثي"، بينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء استمرار القصف لمناطق سبق إعلانها "آمنة".