بهذا التحرك يكون بن سلمان قد وثّق علاقة مملكته التي تُعتبر أكثر الدول العربية ثراءً، مع كلٍّ من مصر، أكثر البلدان العربية حشداً بشرياً، وبريطانيا، أم الممالك والنفوذ، والولايات المتحدة، الدولة الأقوى في العالم.
في القاهرة، ثبّت بن سلمان حلفه الاستراتيجي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقدّماً له الدعم السياسي والاقتصادي لقاء دعمه بما يمكن أن يستجد في المنطقة. في لندن وقّع الأمير بن سلمان صفقات لشراء المزيد من الأسلحة المتطورة. وفي واشنطن، راح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعرض بتباهٍ ظاهر الطلبية الهائلة من الأسلحة الأميركية التي قررت السعودية شراءها، معتبراً أن المملكة غنية ولا بأس إن ساعدت الأميركيين بشيء من ثروتها.
وتزامنت هذه الصفقات مع تصريحات غير مسبوقة لقيادي سعودي بمستوى ولي العهد، حدد فيها بوضوح إيران كالعدو الأول لبلاده، مساوياً بذلك بين عدائه لها وعداء الولايات المتحدة واسرائيل للجمهورية الإسلامية. ووصل الأمير بن سلمان إلى حد تشبيه مرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي بهتلر، لا بل أضاف أن "هتلر يبدو لطيفاً" مقارنة بخامنئي. فبرأيه، "هتلر حاول احتلال أوروبا" فيما "المرشد الأعلى يحاول احتلال العالم".
وذهب وليّ العهد السعودي إلى حد تسمية إيران على رأس ما وصفه بمثلث الشر، والذي يضم إليها برأيه كلاً من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية. وقبل ساعات، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي بينهما، على أنهما سيعملان معاً على التصدي لإيران.
وبالنسبة إلى تصريحات ولي العهد، جاءت مواقف الأمير بن سلمان خلال لقاءٍ أجراه معه الصحافي جيفري غولدبيرغ من مجلة ذي أتلانتيك. وغولدبيرغ جندي سابق في الجيش الاسرائيلي.
خلال هذا اللقاء، أكد ولي العهد السعودي على حق الشعب اليهودي بأن "تكون له دولة قومية فوق جزء من أرض اجداده" وعلى حق الفلسطينيين بوطن، في إشارة إلى حل الدولتين والذي تدفع السعودية في اتجاهه. وأضاف بن سلمان أنْ لا مشكلة للسعودية مع اليهود بل لديها "مخاوف دينية بشأن مصير المسجد الأقصى" ومخاوف أيضاً بشأن "حقوق الشعب الفلسطيني".
ماذا تعني هذه المواقف والتحركات والصفقات الضخمة لشراء الأسلحة؟ هل في الأفق رياح حرب أخرى؟