هذه الأسئلة تتبادر إلى الأذهان كلما ارتفعت حدة التوتر في المنطقة. لكن أحد الأستراليين، ويدعى Kim Harris، وهو مهندس يستخدم المسح الجوي لطبيعة الأرض في عمله، ذهب إلى أبعد من ذلك، وطرح سؤالاً على برنامج خاص بالأسئلة الفضولية تقدمه شبكة ABC حول ما إذا كانت هنالك ملاجئ في سدني خلال الحرب العالمية الثانية يلجأ إليها المدنيون خلال الغارات الجوية، علماً أن المدينة لم تهاجم إبان الحرب العالمية كما حصل مثلاً مع لندن وسواها من المدن الكبرى في العالم؟
وقامت الـ ABC على الأثر بتحقيقات أظهرت ما يلي:
- لدى اندلاع الحرب العالمية الثانية في العام 1939، تم إنشاء خدمة وطنية للطوارئ باسم National Emergency Service مهمتها تنسيق جهود حماية المدنيين خلال الغارات الجوية المحتملة.
- تم حفر خنادق متعرجة الشكل (zig-zag) وعمقها متران في كل منتزهات المدينة وضواحيها وفي العقارات الخالية القريبة من المنازل.
- أقيمت تحصينات ضد قنابل الطائرات تحت الأرض داخل المدارس والنوادي والمستشفيات والمراكز الحكومية والعامة، بالإضافة إلى حدائق المنازل.
- طول الخنادق التي تم حفرها خلال الحرب تجاوز 21 ألف متر، وطول الملاجئ تحت الأرض ناهز 11 ألف متر، وعدد الملاجئ الاسمنتية ناهز الـ 140.
- في المنطقة الممتدة بين الـ Hunter و Illawarra، كانت هناك 464 صفارة إنذار للتحذير من غارات جوية.
ومع دخول الحرب العالمية عامها الثالث وتقدم تكنولوجيا الطيران الحربي، أقيمت ملاجئ جديدة بحيث تحول جزء من مركز الجمارك في الـ Circular Quay إلى ملجأ كبير، وأقيم ملجأ آخر في منطقة الـ Rocks وهو الآن مركز للشرطة، فيما أقيم ملجاً آخر في الـ Central يستوعب أكثر من 8000 شخص. واستخدمت أيضاً دهاليز تحت مدينة سدني أنشأت أساساً لشبكات السكك الحديد كملاجئ، علماً أن عدداً من هذه الدهاليز لا يزال فارغاً حتى الآن.
وقد شاركت الحكومات الأسترالية على مستوياتها كافة، البلدية والولاية والفدرالية، بالإضافة إلى المنظمات الشعبية والمدنية، في جهود بناء التحصينات والخنادق.