وفقاً للدفاع المدني الفلسطيني، أسفرت الغارات عن مقتل 45 شخصاً، بينما أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل اثنين من جنوده خلال مواجهات في مدينة رفح.
تبادل الاتهامات بشأن خرق الهدنة
شهد يوم أمس تبادلًا للاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن المسؤولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه أصدر تعليمات لقوات الأمن "بالتحرك بقوة ضد الأهداف الإرهابية"، فيما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحركة "ستدفع ثمنًا باهظًا عن كل خرق".
في المقابل، نفت حركة حماس مسؤوليتها عن أي خرق للاتفاق، وأكدت التزامها بالهدنة. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق إن إسرائيل "تتحمل مسؤولية التصعيد"، مشيرًا إلى أن الحركة ليست على علم بوقوع اشتباكات في رفح.
مشاهد من التصعيد
أظهرت صور وزعتها وكالات أنباء فلسطينيين يفرّون من مناطق القصف، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من مبانٍ مدمّرة. وتم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى دير البلح وسط القطاع.
وفي بيان صادر مساء أمس، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ إعادة تطبيق وقف إطلاق النار "بناءً على توجيهات المستوى السياسي"، مضيفًا أنه "سيرد بقوة على أي خرق جديد".
تطورات ميدانية
أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن عناصر مسلحة أطلقت صواريخ مضادة للدبابات وفتحت النار على قواته في رفح، أثناء تنفيذ عمليات ميدانية مرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار. كما بثّ مشاهد قال إنها تُظهر مقاتلين فلسطينيين يقتربون من قواته في بيت لاهيا شمال القطاع.
من جهتها، أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، التزامها بالاتفاق، ونفت علمها بوقوع اشتباكات في رفح. ونقلت وكالة فرانس برس عن شاهد عيان قوله إن "مقاومين من حماس استهدفوا مجموعة مسلحة في جنوب شرق رفح، وتفاجأوا بوجود دبابات إسرائيلية"، مشيرًا إلى احتمال وقوع اشتباك في المنطقة.
ملف الرهائن والمساعدات
أعلنت كتائب القسام أنها عثرت على جثمان أحد الرهائن الإسرائيليين، وأبدت استعدادها لتسليمه "إذا سمحت الظروف الميدانية". ويُعد هذا الجثمان الثالث عشر الذي تسلمه الحركة منذ بدء الهدنة.
وتشترط إسرائيل استعادة رفات جميع الرهائن قبل السماح بفتح معبر رفح، الذي يُعد أساسيًا لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. في المقابل، تقول حماس إن استمرار إغلاق المعبر يُعيق عمليات البحث عن الرهائن بين الأنقاض.
ورغم السماح بإدخال مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن منظمات دولية تعتبر الكميات غير كافية، وتطالب بفتح جميع المعابر لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
زيارة أميركية مرتقبة
يأتي هذا التصعيد قبيل زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يُتوقع وصوله الأسبوع المقبل لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في العاشر من أكتوبر الجاري، بعد حرب استمرت لأكثر من عامين.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلّمت حماس 20 رهينة مقابل إفراج إسرائيل عن 2000 معتقل فلسطيني.