أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن عملية التسليم تمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث نُقل النعش إلى قوات الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، تمهيداً لإرساله إلى المعهد الوطني للطب الشرعي لتحديد الهوية.
ووفقاً لمسؤول في حركة حماس، فإن الجناح العسكري للحركة تسلّم الرفات من كتائب أبو علي مصطفى، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر. وأكدت الكتائب في بيان أنها قامت بهذه الخطوة "تنفيذًا لبنود اتفاق غزة".
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعادت حماس 12 جثمانًاً لرهائن إلى إسرائيل، من أصل 28 تعهدت بإعادتها ضمن الاتفاق، الذي يشمل أيضاً تبادل رهائن ومعتقلين، وانسحابات إسرائيلية من مناطق محددة في القطاع، وبدء دخول المساعدات الإنسانية.
لقاءات دبلوماسية وتصريحات دولية
في سياق متصل، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لمناقشة التطورات في المنطقة. وأكدت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء أن اللقاء تناول "المستجدات والتحديات الإقليمية".
من جانبه، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن وقف إطلاق النار لا يزال سارياً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تمنح فرصة لخفض التصعيد"، مع تأكيده على ضرورة التزام الأطراف بالاتفاق.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء أعمال العنف الأخيرة في غزة، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وفقاً لما أعلنه المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك.
تصعيد ميداني وتطورات أمنية
شهد قطاع غزة أمس ضربات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 45 شخصاً، بينهم صحافي، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني. وأعلنت إسرائيل أن الهجمات جاءت رداً على عمليات نُسبت إلى حركة حماس، فيما نفت الأخيرة مسؤوليتها عنها.
وفي مدينة غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل أربعة فلسطينيين، بعد إطلاق النار على مجموعة قال إنها اقتربت من مواقع عسكرية إسرائيلية شرق المدينة. وأوضح الجيش أنه بدأ تحديد "الخط الأصفر" ميدانياً عبر وضع مكعبات إسمنتية بارتفاع 3.5 أمتار، تفصل بينها مسافة 200 متر، بهدف تعزيز الوضوح التكتيكي على الأرض.
حوار فلسطيني مرتقب في القاهرة
بالتوازي مع التطورات الميدانية، يزور وفد من حركة حماس القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الحوار الفلسطيني الفلسطيني، الذي يهدف إلى بحث مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.
وتنص خطة وقف إطلاق النار، التي طرحتها الولايات المتحدة، على تشكيل لجنة من الكفاءات المستقلة لإدارة القطاع، إلى جانب انتشار قوة دولية لضمان الاستقرار، دون مشاركة مباشرة من الفصائل المسلحة في الحكم.
وأكدت مصادر مطلعة أن وفد حماس سيعقد لقاءات خلال اليومين المقبلين لمناقشة آليات الحوار، وتشكيل اللجنة المقترحة، مشيرين إلى أن الحركة أبدت استعدادها للتعاون مع الوسطاء في هذا الإطار.
شارك

