غضب فلسطيني عشية احتفال إسرائيل بالذكرى الـ50 لبدء الاستيطان

أحيت الحكومة الاسرائيلية مساء الاربعاء في احتفال في الضفة الغربية الذكرى الخمسين لانطلاق المشاريع الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية المحتلتين، ما اثار غضب الفلسطينيين وجدلا في اسرائيل نفسها لدى المحكمة العليا والمعارضة.

Jerusalem

Jerusalem Source: Daniel Zelato

شارك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع حوالى خمسة آلاف مدعو في الحفل الذي اضاءته الالعاب النارية وأحيته فرق موسيقية واقيم بمناسبة "الذكرى الخمسين لتحرير يهودا والسامرة وغور الاردن والجولان".

ويعتقد كثير من اليهود القوميين الدينيين والمستوطنين انهم يؤدون واجبا دينيا عبر الاقامة في "يهودا والسامرة"، وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية المحتلة.

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان في 1967 وضمت القدس ومن ثم هضبة الجولان الى الدولة العبرية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وجرى الاحتفال في كتلة غوش عتصيون الاستيطانية التي اقيمت فيها اول مستوطنة في ايلول/سبتمبر 1967 بعد موافقة الحكومة اليسارية في حينه على ذلك.

وخلال الحفل تظاهر بعض مستوطني بؤرة نتيف هافوت الاستيطانية العشوائية (اقيمت بدون ترخيص من الحكومة الاسرائيلية) احتجاجا على قرار قضائي يلزم الحكومة بهدم اي مبنى اقيم على اراض فلسطينية خاصة.

ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "اليوم اطلاق وعود وغدا اطلاق العنان لعمليات الهدم".

ولم يعرف ما اذا كان نتانياهو قد تمكن من قراءة هذه اللافتة، لكنه كرر وعده للمستوطنين بأنه لن يتم اخلاء اي منهم.

وقال "لن يكون هناك اقتلاع لمستوطنات في اراضي اسرائيل".

ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام السلام ولا يعترف بالمستوطنات.

ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الاراضي التي من المفترض ان تشكل دولة فلسطينية او يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة امرا صعبا.

- "مرفوض ويوتر الأجواء" -

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان "احتفالات المستوطنين على اراضينا المحتلة اسلوب مرفوض ويوتر الاجواء بشكل كبير ولذلك مطلوب ايضا من الحكومة الاسرائيلية منع هذه الاحتفالات الاستفزازية التي تزيد التوتر في المنطقة".

وفي اسرائيل، وجدت رئيسة المحكمة العليا ميريام ناعور نفسها محط انتقادات من قبل اليمين الحاكم ولوبي المستوطنين بسبب قرارها منع اي ممثل عن المحكمة التي تعد أعلى سلطة قضائية في اسرائيل من المشاركة.

واكدت وزارة العدل ان "رئيسة المحكمة توصلت الى استنتاج مفاده ان هذا الحدث يتعلق بموضوع يثير جدلا عاما".

ويشير منتقدو هذا الاحتفال انه متأثر كثيرا بايديولوجية اليمين القومي الحاكم. وتحدث المنتقدون عن استخدام كلمة "تحرير" لوصف الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

واعلن زعماء الاحزاب اليسارية، الذين تمت دعوتهم كباقي قادة الاحزاب الاسرائيلية، عدم مشاركتهم في هذه الاحتفالات.

وقال النائب العمالي ايتان كابل على صفحته على موقع فيسبوك ان الاحتفال "يهدف تماما الى تمجيد بيبي (بنيامين نتانياهو) ومجموعته من المتطرفة الذين يقودوننا الى الهاوية".

واعلن عدد من نواب حزب "يوجد مستقبل" (يش عتيد) الوسطي انهم سيتغيبون عن الاحتفال.

وعلى بعد حوالى كليومترين من مكان الاحتفال تظاهر العشرات من ناشطي حركة السلام الآن الاسرائيلية المناهضة للسلام ضد هذا الحفل.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليه "50 عاما تكفي، السلام الآن" و"ما من داع للاحتفال، المستوطنات دمرت اسرائيل".

ويعيش نحو 430 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، وسط 2,6 مليون فلسطيني، بالاضافة الى مئتي ألف مستوطن يقيمون في أحياء استيطانية في القدس الشرقية وسط 300 ألف فلسطيني في المدينة المقدسة.

كذلك يعيش عشرات المستوطنين الاسرائيليين في الجانب الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان السورية.


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

المصدر: AFP

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand