مع اقتراب مرور عام على وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا استمرت عاما بين اسرائيل وحزب الله، تواصل الدولة العبرية شنّ غارات، خصوصا على جنوب لبنان، تقول إنها تستهدف محاولة الحزب إعادة بناء قدراته العسكرية، وتبقي قواتها في خمس نقاط حدودية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن "غارة معادية استهدفت بلدة طيرفلسيه"، وأن غارة أخرى استهدفت "منزلا ضمن حي سكني في بلدة عيناتا"، في جنوب البلاد.
وقبل ذلك، أفادت الوكالة عن غارتين اسرائيليتين على بلدتي دير كيفا وشحور في جنوب لبنان.
في دير كيفا، شاهد مصوّر فرانس برس جنودا من الجيش اللبناني في محيط المبنى الذي تعرّض للقصف. وشاهد مصوّر آخر في طيرفلسيه الدخان والنيران تتصاعد من مبنى بعيد قصفه.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أنه دمّر "مستودعات أسلحة تابعة للوحدة الصاروخية لحزب الله الإرهابي بجنوب لبنان".
وقبل تنفيذ الضربات، وجه الجيش الاسرائيلي إنذارا إلى سكان مبان في قريتي دير كيفا وشحور وإنذارا لسكان مبان في قريتي طيرفلسيه وعيناتا بإخلائها استعدادا لتوجيه ضربات قال إنها تستهدف "بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله".
وتأتي هذه الضربات بعد ساعات من مقتل شخص وإصابة 11 آخرين بجروح بغارة اسرائيلية على سيارة في بلدة الطيري في جنوب لبنان، وفقا لوزارة الصحة.
وقال الجيش الاسرائيلي من جهته إنه قتل عنصرا في حزب الله.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، فإن القتيل يعمل أمين صندوق في بلدية البلدة. وذكرت أن الضربة وقعت أثناء "مرور حافلة جامعية" تقل طلابا من أبناء المنطقة، وأصيب بعضهم بجروح.
إعادة ترميم قدراته
وفي بيان آخر الأربعاء، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال محاولته إعادة بناء قدراته في جنوب لبنان، على بُعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود.
وقال الجيش في بيان "إن تنظيم حزب الله الإرهابي يعمل على إعادة ترميم قدراته في قرية بيت ليف الجنوبية، وذلك في خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وأضاف أنه رصد "عشرات البنى التحتية الإرهابية داخل القرية، بما في ذلك مقرات ومستودعات أسلحة تابعة لحزب الله"، مشيرا إلى أن بعض هذه المواقع موجود داخل منازل مدنيين.
يتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه برعاية أميركية فرنسية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، من خلال الضربات والإبقاء على قوات داخل أراضيه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهم حزب الله مؤخرا بمحاولة إعادة بناء قدراته وتسليح نفسه.
وعلى وقع مخاوف من اتّساع نطاق التصعيد، أبدى الرئيس اللبناني جوزاف عون مؤخرا استعدادا للتفاوض مع إسرائيل من أجل وقف غاراتها، من دون أن يلقى طرحه ردا.
وقرّرت الحكومة اللبنانية، بضغط أميركي، في آب/أغسطس، تجريد حزب الله من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة رفضها الحزب، واصفا القرار بأنه "خطيئة".
وتأتي غارات الأربعاء غداة مقتل 13 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان بحسب وزارة الصحة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مجمع تدريبات" تابعا لحركة حماس التي نفت بدورها وجود منشآت عسكرية تابعة لها في المخيمات الفلسطينية في لبنان ووصفت اتهامات إسرائيل بأنها "كذب".
الأربعاء أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل الثلاثاء عنصرين من حزب الله في جنوب لبنان. وأوضح أن العنصرين قُتلا في ضربتين منفصلتين على بلدتي بنت جبيل وبليدا.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
شارك
