أعلنت الشرطة الإيطالية عن مصادرة كميات غير مسبوقة من مخدر الأمفيتامين قدرها 14 طنا أنتجها تنظيم داعش في سوريا.
النقاط الرئيسية
- الشحنة هي الأكبر التي تصادرها أي قوة شرطة على مستوى العالم بوزن 14 طنا وعدد حبوب 84 مليون حبة
- الحبوب تحمل شعار الكبتاغون المميز والمرتبط بالحرب في سوريا والمتورط فيها تنظيمات متشددة مثل داعش
- الشرطة تعتقد أن تحالفا من العصابات المنظمة على رأسه مافيا الكامورا الشهيرة في نابولي تقف وراء عملية استيراد المخدرات الجريئة
وأعلن الكولونيل دومينيكو نابوليتانو قائد الشرطة المالية في نابولي إن الشرطة ضبطت ثلاث حاويات كبار بها نحو 84 مليون حبة "كبتاغون" معدة للسوق الأوروبي، واصفا العملية إنها "أكبر عملية مصادرة أمفيتامين تقوم بها قوات شرطة على المستوى العالمي".
وقالت الشرطة الإيطالية في بيانها إن العملية الضبط تمت في مرفأ ساليرنو في جنوب نابولي وقدرت القيمة السوقية للمخدرات بنحو مليار يورو.
وأوضح المحققون أن الحبوب كان عليها ختم "كبتاغون" وهو دواء مصنف ضمن خانة المخدرات وتم استخدامه من قبل جميع الأطراف في الحرب السورية.ويُعتقد أن سوريا في الوقت الراهن هي أكبر منتج في العالم لحبوب الأمفيتامين خاصة بعد أن تسبب وباء كورونا في إغلاق أغلب مصانع المخدرات المصنعة في أوروبا.
photo from an undated video handout on July 1, 2020 by Naples branch of the Italian law enforcement agency shows a record seizure of 14 tons of amphetamines Source: Guardia di Finanza press office
واستخدمت الفصائل المتشددة في سوريا مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة، الكبتاغون سواء لتحفيز مقاتليها ومنحهم الطاقة والشجاعة خلال القتال، أو من خلال الإتجار لتمويل عملياتهم في سوريا وخارجها.
وقال بيان الشرطة الإيطالية: "نعلم أن تنظيم داعش يمول أنشطته الإرهابية من خلال الإتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، وبات لهذا السبب أكبر منتج عالمي للامفيتامينات في السنوات الماضية".
photo from an undated video handout on July 1, 2020 by the Naples branch of the Italian law enforcement agency shows a record seizure of 14 tons of amphetamines Source: Guardia di Finanza press office
وبحسب التحقيق الذي تشرف عليه نيابة نابولي، كانت المخدرات موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة تتضمن لفائف أوراق عملاقة معدة للاستخدام الصناعي وعجلات حديدية.
وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" الأيطالية أن الشحنة كانت في طريقها إلى شركة سويسرية مقرها لوغانو يملكها إيطاليون.
وهذه اللفائف المؤلفة من عدة طبقات (مصنعة على الأرجح في ألمانيا) يبلغ ارتفاعها حوالي مترين وقطرها 1,40 متر. وقد تم إخفاء حوالي 350 كيلوجراما من الحبوب في كل منها بعدما وضعت في الطبقات الداخلية للفائف بشكل جعل من المستحيل رصدها من قبل أجهزة الكشف في الموانئ والمطارات.
لكن الشرطة الإيطالية اعتمدت على معلومات لديها حصلت عليها ضمن التحقيقات التي تجريها في أنشطة مافيا نابولي الشهيرة "الكامورا". وقالت الشرطة إنها استجوبت أشخاصا وسجلت مكالمات هاتفية لآخرين بشكل مكنها من جمع المعلومات الضرورية لانتظار الشحنة لدى وصولها.
photo from an undated video handout on July 1, 2020 by the Naples branch of the Italian law enforcement agency shows a record seizure of 14 tons of amphetamines Source: Guardia di Finanza press office
وكانت نفس وحدة التحقيق في نابولي قد رصدت قبل أسبوعين حاوية ملابس مقلدة تم اخفاء بداخلها 2800 كيلوجراما من الحشيش و190 كلغ من الامفيتامينات على شكل أكثر من مليون حبة.
وكانت هذه الشحنة قد لفتت انتباه رجال الجمارك لأنها كانت مرسلة من شركة سورية إلى ليبيا عبر شركة سويسرية وفقا لمعلومات "لا ريبوبليكا". وأضافت الصحيفة أن الحاويات الثلاث الجديدة التي تم احتجازها الأربعاء كانت مرسلة من الشركة السورية نفسها للمؤسسة السويسرية نفسها.
وقال المحققون أن عملية الاستيراد الهائلة تلك يقف ورائها على الأرجح تحالفا من عصابات الجريمة المنظمة، إذ أنه لا توجد عصابة واحدة يمكنها التعامل مع هذا القدر من المواد المخدرة. وأضافت الشرطة إن الحبوب المضبوطة وعددها 85 مليونا قادرة على تلبية حاجات سوق أوروبية أكبر من حاجة السوق الإيطالية.
وقالت السلطات إن تلك هي أكبر ضبطية تقوم بها قوة شرطة على الإطلاق في أي مكان في العالم، سواء على مستوى حجم المضبوطات أو القيمة السوقية. وأضاف المحققون إن العصابات عادة لا تقوم باستيراد كميات كبيرة دفعة واحدة خوفا من ضبطها وتحمل خسارة فادحة.
ووفقا لفرضية السلطات الأيطالية فإن العملية مرتبطة على الأرجح بمافيا الكامورا في جنوب أيطاليا.
وأكدت الشرطة الإيطالية أن مادة الكبتاغون التي تباع في منطقة الشرق الأوسط "رائجة في صفوف المقاتلين للحد من الشعور بالخوف والألم". وكانت الكبتاغون في الأصل دواء شرعيا يستخدم مادة الفينتلين المخدرة، لكنه تم وقف إنتاجه واقتصر استخدامه كاسم تجاري للحبوب المخدرة المصنعة والتي تحتوي على الأمفيتامين ومواد كيميائية أخرى.
photo from an undated video handout on July 1, 2020 by the Naples branch of the Italian law enforcement agency shows a record seizure of 14 tons of amphetamines Source: Guardia di Finanza press office
واشتهر الكبتاغون بإنتاجه في لبنان وتوزيعه في السعودية خلال تسعينات القرن الماضي. وفي 2015 ألقت السلطات اللبنانية على شاب ينتمي للعائلة المالكة السعودية كان يحاول تهريب طنين من المخدرات على متن طائرته الخاصة، عبارة عن حبوب الكبتاغون ومادة الكوكايين.
ومع اندلاع الحرب السورية، أصبح الكبتاغون متاحا لجميع المسلحين المنخرطين فيها، وخلال تنفيذ اعتداءات باريس عام 2015، والتي تعد الأكثر دموية في أوروبا، وجدت الشرطة حبوب الكبتاغون في مخابئ الأرهابيين، خصوصا من هاجموا مسرح الباتاكلان الشهير.
شارك
