في التسعينيات، كانت المراكز التجارية الأسترالية تعج بالحركة والنشاط، حيث كانت العائلات تتسوق وتستمتع بتجارب تسوق تقليدية. أما اليوم، فقد تحول بعضها إلى "مدن أشباح"، وأصبحت المقاهي تكافح للبقاء.
في عام 2025، شهد السوق الأسترالي إغلاق عدد من العلامات التجارية الشهيرة، مثل Ally Fashion وRivers وMichel's Patisserie، مما أدى إلى فقدان آلاف الوظائف وأثار مخاوف حول مستقبل قطاع التجزئة.
إغلاق العلامات التجارية الكبرى
أُجبرت Ally Fashion، التي تأسست عام 2001، على التصفية مؤخرًا، وأغلقت أكثر من ثلث متاجرها البالغ عددها 160. أما مجموعة Mosaic Brands، المالكة لعدة علامات تجارية شهيرة، فقد بدأت في تصفية مخزونها استعدادًا للإغلاق التام.
ولم تسلم حتى العلامات الفاخرة أيضًا من هذه العدوى، إذ واجهت Dion Lee، التي حظيت باهتمام عالمي بفضل نجوم مثل تايلور سويفت، صعوبات مالية كبيرة.
Credit: Maria Elena
1. ارتفاع تكاليف المعيشة: تراجع الدخل التقديري للأسر، مما جعل الأولويات تنصب على الضروريات بدلاً من الكماليات مثل الملابس والأحذية.
2. ارتفاع التكاليف التشغيلية: ازدياد أسعار الأجور، والكهرباء، والإيجارات، مما شكل عبئًا على تجار التجزئة.
3. المنافسة الشرسة: تواجه العلامات الأسترالية تحديات كبيرة من متاجر الأزياء السريعة مثل Uniqlo وZara وH&M، التي تقدم تصاميم عصرية بأسعار تنافسية.
4. ضعف الابتكار: يرى بعض المحللين أن العلامات التجارية المحلية تفتقر إلى الجرأة والإبداع في التصميمات، مما يجعلها أقل جذبًا للمستهلكين.
على الجانب الآخر، ولكن في ظل التحديات، نفسها، لا تزال هناك قطاعات تحقق نموًا، مثل:
· متاجر Kmart وTarget وBig W ومحلات السوبرماركت: إذ لا زالت تجذب المستهلكين الباحثين عن الأسعار المنخفضة.
· العلامات الفاخرة: بقيت صامدة قوية نظرًا لاعتمادها على عملاء من ذوي الدخل المرتفع.
مستقبل المراكز التجارية في أستراليا
مع تغير سلوك المستهلكين، بدأت بعض المراكز التجارية في إعادة تهيئة وإعادة هيكلة تجربتها تلبية لاحتياجات العصر الجديد عبر اتخاذ سبل متعددة منها:
· تحويل المراكز التجارية إلى مراكز خدمية: كالعيادات الطبية، وصالات الألعاب الرياضية، ومراكز رعاية الأطفال.
· الابتكار في تجارب التسوق: مثل استخدام تقنيات التعرف على الوجه لإنشاء متاجر بلا محاسبين، على غرار متاجر أمازون.
· تحويل بعض المساحات إلى استخدامات جديدة: كما فعل مركز Indooroopilly في بريسبان، الذي استبدل بعض المتاجر بصالة عرض لبيع السيارات.
يذكر أن تجارة التجزئة الأسترالية تمر بمرحلة تحول كبرى، إذ أدى تغير عادات المستهلكين والتحديات الاقتصادية إلى إعادة تشكيل مستقبل المراكز التجارية. فيما سيحتاج تجار التجزئة إلى تبني الابتكار والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للبقاء في المنافسة.
ويبقى السؤال: هل سنشهد في المستقبل نهضة جديدة لهذه المراكز، أم أن التسوق الإلكتروني والخدمات البديلة سيحلان محلها تمامًا؟
