بعد موجة واسعة من الانتقادات في الأوساط الفنية، قررت هيئة "كرييتف أستراليا" (Creative Australia) إعادة تعيين الفنان اللبناني الأسترالي البارز خالد سبسبي والقيّم الفني مايكل داغوستينو كممثلين رسميين لأستراليا في معرض بينالي البندقية لعام 2026.
وجاء هذا القرار بعد مراجعة مستقلة وخارجية للخطوة السابقة التي اتخذتها الهيئة بإلغاء تعيين الثنائي بعد أيام قليلة فقط من الإعلان عنه في شباط/ فبراير الماضي، ما أثار جدلاً واسعاً في الوسط الفني والسياسي.
وفي بيان صدر الأربعاء، أكد سبسبي وداغوستينو قبولهما الدعوة مجدداً لتمثيل أستراليا في المعرض الثقافي الدولي، وأشارا إلى أن هذا القرار "أعاد لهما الثقة في مؤسسة (Creative Australia) "كرييتف أستراليا" ونزاهة عملية الاختيار."
وأضافا:
أن هذا القرار يمثل طيًّا لصفحة صعبة، ويمنحنا فسحة من الأمل والتفاؤل بعد فترة قاسية على المستويين الشخصي والجماعي.
الجدل السياسي واتهامات الرقابة
وكان إلغاء الدعوة الأصلية قد جاء على خلفية إثارة بعض أعمال سَبسَبي الفنية المبكرة التي تناولت قضايا تتعلق بالإرهاب تحت قبة البرلمان الفيدرالي. وقد بررت الهيئة قرار الإلغاء بأن اختيار الثنائي "قد يثير جدلاً طويلاً ومنقسماً داخل المجتمع، مما يشكل خطراً غير مقبول على دعم الجمهور للفن الأسترالي."
لكن القرار قوبل بانتقادات حادة من أكثر من 4000 شخص، بينهم نخبة من أبرز الفنانين الأستراليين، طالبوا بإعادة النظر وإعادة التعيين، معتبرين أن الفن لا يجب أن يخضع للرقابة السياسية.
مراجعة خارجية وانتقادات واسعة
وقد كشفت المراجعة الخارجية عن "سلسلة من الأخطاء والتقديرات غير الدقيقة والفرص الضائعة"، دون الإشارة إلى إخفاق واضح أو قرار بعينه تسبب في الأزمة.
وقال ويسلي إينوك، الرئيس المؤقت لمجلس إدارة "كرييتف أستراليا"، إن "ما حدث كان نتيجة لتسلسل معقّد من الأحداث خلق وضعًا استثنائيًا اضطر المجلس إلى التعامل معه".
من جهته، أكد وزير الفنون توني بيرك دعمه لاستقلالية قرارات الهيئة الفنية، قائلاً في تصريحات لشبكة ABC: "هذه قرارات تُتخذ على مسافة من السياسيين، وأنا دعمت التعيين كما دعمت الإلغاء حينها".
ردود فعل متباينة
غير أن الناطق باسم المعارضة في ملف الفنون، جوليان ليزر، هاجم القرار بشدة، واصفًا العملية برمّتها بأنها "معيبة منذ البداية" وأن النتيجة "عبثية وتُضعف مكانة الفن الأسترالي كأداة للدبلوماسية الناعمة".
أما السيناتورة عن حزب الخضر، سارة هانسون-يونغ، فقالت إن المجلس بحاجة إلى "تطهير شامل" بعد ما وصفته بـ “الفضيحة التي أحرجت أستراليا على الساحة الدولية"، مضيفة: "يجب محاسبة المسؤولين عن هذه المهزلة".
ويُعد الفنان اللبناني الأسترالي خالد سَبْسَبي من أبرز الفنانين المعاصرين في أستراليا، وتتميز أعماله بالتفاعل العميق مع قضايا الهوية والصراع والتعددية الثقافية. أما مايكل داغوستينو، فهو قيّم فني معروف بإسهاماته في تعزيز الفنون البصرية الحديثة.