دعا الملك تشارلز الثالث، في خطابه بمناسبة عيد الميلاد، إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز روح التعاون والتكاتف، مؤكدًا أن المجتمعات لا تستطيع مواجهة التحديات إلا من خلال التمسك بالقيم الإنسانية المشتركة.
وفي ظل ما وصفه بتصاعد مشاعر عدم اليقين والانقسام الاجتماعي، شدّد الملك على أهمية الوحدة، مستهلًا كلمته بالإشارة إلى لقائه التاريخي مع البابا ليو، واصفًا الصلاة المشتركة التي جمعتهما بأنها «لحظة تاريخية للوحدة الروحية»، وهي الأولى من نوعها بين ملك إنجليزي وبابا كاثوليكي منذ ما يقرب من خمسة قرون.
وتطرّق تشارلز إلى الذكرى الثمانين ليوم النصر في أوروبا، وكذلك يوم النصر على اليابان، مستذكرًا تضحيات القوات المسلحة خلال الحرب العالمية الثانية، ومؤكدًا أن تلك التضحيات تحمل «رسالة خالدة للأجيال».
وقال إن القيم التي تأسست عليها بريطانيا ودول الكومنولث يجب ألا تُنسى، خاصة في زمن تتزايد فيه مظاهر الانقسام داخل المجتمعات وحول العالم.
وأضاف الملك:
«في أوقات الشدّة، تشكّل هذه القيم كنزًا مشتركًا لدى جميع الأديان، وتمنحنا الأمل والقوة لمواجهة المحن».
كما أقرّ بتنوّع المجتمعات المعاصرة، مؤكدًا ضرورة إعطاء الأولوية لقيم الرحمة والمصالحة والتعايش.
إشارة إلى هجوم بونداي
وتوقف الخطاب عند الهجوم الذي وقع في بونداي في سيدني، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا في 14 كانون الأول/ديسمبر، مشيرًا إلى الشجاعة التي أظهرها المدنيون والمسعفون وقوات الطوارئ في مواجهة الخطر.
وخلال حديثه عن «الشجاعة الفطرية» التي يتحلّى بها بعض الأشخاص في اللحظات الحرجة، عُرضت صور للنصب التذكاري الذي أُقيم في موقع الهجوم، تكريمًا للضحايا.
وسلّط الخطاب الضوء على قصص بطولية برزت خلال الهجوم، من بينها محاولة الزوجين بوريس وصوفيا غورمان التدخل لنزع سلاح المهاجم، قبل أن يُقتلا، بحسب ما أظهرته تسجيلات كاميرات المراقبة.
كما أُصيب أحمد الأحمد، صاحب أحد المتاجر، بجروح خطيرة أثناء محاولته التصدي لأحد المهاجمين، وخضع لاحقًا لعدة عمليات جراحية. وقد زاره في المستشفى عدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، وحاكم ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز، وزعيمة المعارضة سوزان لي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألبانيزي أن الحكومة ستُدرج أسماء الأبطال والمسعفين والعاملين في الطواقم الطبية ضمن قائمة تكريم خاصة العام المقبل، تقديرًا لما أبدوه من شجاعة استثنائية.
وقال رئيس الوزراء:
«في أحلك اللحظات، نرى أفضل ما في الشخصية الأسترالية. رأينا ذلك في من ضحّوا بحياتهم لحماية الآخرين، وفي رجال الشرطة والمسعفين الذين هرعوا لإنقاذ الأرواح».
واختتم الملك تشارلز خطابه بالتأكيد على أن ما يجمع البشر يفوق ما يفرّقهم، مشيرًا إلى أن الإنسانية تشترك في «توق عميق إلى السلام واحترام الحياة بكل أشكالها».
شارك

