أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب الإثنين استقالة حكومته إثر انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 160 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، متهماً الطبقة السياسية بالفساد والوقوف عائقاً دون تحقيق اصلاحات ضرورية.
وجاءت استقالة حكومة دياب التي ضمته إلى جانب 19 وزيراً بعد أكثر من ستة أشهر من تشكيلها، في خضم حراك شعبي شهده لبنان منذ الخريف ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والمحاصصة والفشل في إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة.
وقال دياب في كلمة متلفزة "اليوم وصلنا إلى هنا، إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد (...) اليوم نحتكم إلى الناس وإلى مطالبهم بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة المختبئة منذ سبع سنوات، إلى رغبتهم بالتغيير الحقيقي".
وأضاف "أمام هذا الواقع نتراجع خطوة إلى الوراء بالوقوف مع الناس (...)، لذلك أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة".
واستبق أربعة وزراء اعلان دياب بتقديم استقالاتهم مكتوبة، بعد ستة أيام من الانفجار الضخم الذي ضرب المرفأ الرئيسي في البلاد، مخلفاً أضراراً جسيمة في الأرواح والممتلكات، ومشرداً نحو 300 ألف شخص. وأثار التفجير غضباً شعبياً عارماً أعاد الى التظاهرات الناقمة على الطبقة السياسية زخمها في اليومين الأخيرين.
وألقى دياب، الذي لم ينجح في استمالة الشارع إليه منذ تشكيل حكومته مطلع العام، باللوم على "الطبقة" السياسية "التي تتحكّم بمصير البلد.. وتعيش على الفتن وتتاجر بدماء الناس في ساعات التخلّي التي تتكرّر بحسب المصالح والأهواء والحسابات والارتهانات المتقلّبة".
وقال "كان يُفترض أن يخجلوا من أنفسهم، لأن فسادهم أنتج هذه المصيبة المخبّأة منذ سبع سنوات، والله أعلم كم من مصيبة يخبئون تحت عباءة فسادهم"، متحدّثاً عن "منظومة فساد متجذّرة في كل مفاصل الدولة واكتشفت أنها أكبر من الدولة".
وفي مؤشر الى الضغوط السياسية التي تعرّضت لها حكومته من الأفرقاء السياسيين، أقر دياب بأن معركته معهم "ليس فيها تكافؤ" بعدما "استعملوا كل أسلحتهم وشوّهوا الحقائق، زوّروا الوقائع، أطلقوا الشائعات، كذبوا على الناس، ارتكبوا الكبائر والصغائر".
ولم تتمكن حكومة دياب منذ تشكيلها من تحقيق أي اصلاحات، في خضمّ انهيار اقتصادي متسارع وفقدان الليرة لأكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء. وفاقمت تدابير الاغلاق العام جراء تفشي فيروس كورونا المستجد الوضع سوءاً.
وجاء انفجار المرفأ ليشكل أكبر كوارث اللبنانيين، الذين يعيش نحو نصفهم تحت خط الفقر فيما تعاني 35 في المئة من القوة العاملة البطالة.
وسلّم دياب استقالة حكومته رسمياً لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي طلب منه تصريف الاعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
شارك
