وقد اكد الحريري في خطاب الاستقالة وجود ما اسماه مؤامرة تحاك ضده وتستهدف حياته مهاجماً وبعنف كلا من ايران وحزب الله ومشيراً الى ان الأجواء الحالية في لبنان تشبه تلك التي سبقت اغتيال والده، رفيق الحريري.
وتوعد الحريري في خطابه المتلفز الذي القاه السبت من السعودية بقطع ما وصفه بايادي ايران في المنطقة.
وحمل الحريري بعنف على طهران متهماً اياها بوجود رغبة جامحة لديها لتدمير العالم العربي.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل على ان ايران تسيطر على المنطقة وعلى القرار في سوريا والعراق واليمن على حد قوله.
ووصلت ذروة اتهامات الحريري في خطابه الى ايران عندما قال بان ايران وجدت في بلادنا من تضع يدها بيدهم في اشارة منه الى حزب الله.
لكن الحريري استدرك بالقول انه لا يريد استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين واقر في الوقت ذاته بان تدخل حزب الله تسبب للبنان بمشكلات مع محيطه العربي وان الحزب فرض امراً واقعاً في لبنان بقوة السلاح.
واعلن الحريري في نهاية خطابه المتلفز استقالته من منصبه مؤكدا بان اللبنانيين سيتجاوزون ما قال عنه "الوصاية الخارجية."
وفور انتهاء الحريري من خطابه توالت ردود الافعال الداخلية والخارجية.
ففي طهران اعتبرت الخارجية الايرانية استقالة الحريري وتوجيه الاتهامات لايران سيناريو صهيوني سعودي امريكي جديد يراد منه تأجيج التوتر في لبنان والمنطقة كلها.
وخارحياً ايضاً وصف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالعبرية وفي تغريدة له من على حسابه في تويتر استقالة الحريري بصحوة للمجتمع الدولي للتحرك ضد محاولة ايران خلق سوريا اخرى في لبنان.
اما داخلياً وفي اول رد فعل لحزب الله اللبناني على استقالة الحريري اتهم القيادي في الحزب نبيل قاووق السعودية بمحاولة اغراق لبنان بالفتنة.
وقال قاووق في كلمة له في حفل خاص بالحزب ونقلتها قناة المنار التابعة لحزب الله ان الرياض تستهدف الاستقرار في لبنان.
واضاف قاووق ان السعودية تسعى لتغيير ما قال عنه موقع وهوية ودور لبنان في المقاومة.
وحذر قاووق الرياض من انها باستهداف حزب الله تورط نفسها بقضية اكبر منها على حد قوله.
هذا ومن المتوقع ان يلقي الامين العام لحزب الله البناني السيد حسن نصرالله خطاباً في الساعة السادسة مساء من يوم الاحد بحسب التوقيت المحلي لبيروت للتعليق على استقالة الحريري بحسب ما اعلن الاعلام الحربي التابع لحزب الله.
وبعيداً عن حزب الله توالت ردود الفعل المتباينة على استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
فقد اعلن الرئيس اللبناني ميشيل عون في بيان صدر عن مكتبه بان الحريري ابلغه هاتفياً باستقالته وانه ينتظر عودته الى بيروت لاطلاعه على اسباب الاستقالة في حين عبر الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان عن ترحيبه بقرار الحريري قائلا بانه يحيي الحريري على موقفه ولا يمكن ان يكون هناك جيشان في لبنان.
من جانبه، وصف وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي استقالة الحريري بالملتبسة والمرتبكة والمشبوهة من حيث التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون على حد تعبير الوزير اللبناني.
وقد وصف قياديون من قوى 14 آذار استقالة الحريري بالانتفاضة للكرامة.
وقال عضو قوى 14 آذار، النائب السابق مصطفى علوش في تصريحات صحفية له أن الاستقالة لم يتم التحضير لها، لكنها غير مستغربة، موضحاً أن الاستقالة مطروحة منذ تشكيل الحكومة.
ومع وجود ردود الافعال الدولية والمحلية يبقى التساؤل الاكبر الى اين يسير لبنان وهل سيدخل مرة اخرى في ازمة داخلية مع استقالة الحريري.