لبنان يكلّف الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام

في خطوة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) ونزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها، كلّفت الحكومة اللبنانية الجيش بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد المؤسسات الأمنية والعسكرية الشرعية قبل نهاية العام الجاري، بما يشمل نزع سلاح حزب الله، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بوساطة أميركية أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

Lebanon Hezbollah

In this photo released by the Lebanese Presidency press office, Lebanese president Joseph Aoun, centre, and Lebanese Prime Minister Nawaf Salam, left background, lead a Cabinet meeting which supposed to discuss the disarmament of Hezbollah, at the presidential palace in Baabda, east of Beirut, Lebanon, Tuesday, Aug. 5, 2025. (Lebanese Presidency press office via AP) Credit: Lebanese Presidency Press Office/AP

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

يأتي القرار وسط ضغوط أميركية متزايدة، ومخاوف من احتمال شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة في لبنان، بعد حرب مدمّرة استمرّت قرابة عام بين حزب الله وإسرائيل. الاتفاق الذي أنهى الحرب نصّ على حصر السلاح بيد الدولة، فيما احتفظ الحزب بسلاحه منذ اتفاق الطائف بحجة "مواجهة إسرائيل".

رئيس الحكومة نواف سلام أعلن، عقب جلسة وزارية استمرت نحو ست ساعات برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، تكليف الجيش إعداد الخطة قبل الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر لعرضها على مجلس الوزراء لإقرارها. وقد شهدت الجلسة انسحاب وزير الصحة راكان ناصر الدين المحسوب على حزب الله، ووزيرة أخرى من حركة أمل، احتجاجاً على القرار، وفق ما أعلنه وزير الإعلام بول مرقص.
حزب الله، الذي كان يتمتع قبل الحرب الأخيرة بنفوذ سياسي واسع وقدرة على تعطيل القرارات الحكومية، خرج من المواجهة مع إسرائيل مُنهكاً، بعد مقتل عدد من قادته وتدمير أجزاء كبيرة من ترسانته، ما انعكس تراجعاً في نفوذه الداخلي. ومع ذلك، يرفض الحزب أي جدول زمني لنزع سلاحه "تحت سقف العدوان الإسرائيلي"، بحسب ما أكد الأمين العام نعيم قاسم، معتبراً المقترح الأميركي "إملاءات" تهدف إلى نزع قوة لبنان.

الحزب يشترط لبحث ملف سلاحه أن تنسحب إسرائيل من خمس نقاط تقدمت إليها خلال الحرب، وأن توقف الضربات شبه اليومية التي تقول إنها تستهدف مخازن أسلحة وبنية تحتية تابعة له. وفي المقابل، حذّر قاسم من أن أي عدوان إسرائيلي واسع سيؤدي إلى "سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي".
على الأرض، نظّم مناصرون للحزب مسيرات بالدراجات النارية في ضاحية بيروت الجنوبية، رافعين رايات الحزب وصور قادته احتجاجاً على جلسة الحكومة.

محلّلون يرون أن خيارات الحزب محدودة في ظل تغيّر موازين القوى داخلياً وتداعيات الحرب مع إسرائيل، مستبعدين في الوقت الراهن تصعيداً عنيفاً، لكنهم لا يستبعدون محاولات الحزب الضغط على الحكومة أو تحريك الشارع.

ويرى الباحث في الشأن اللبناني لدى مجموعة الأزمات الدولية، دايفيد وود، أن لبنان قد يواجه "مأزقاً دبلوماسياً" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن نزع سلاح الحزب في الأسابيع المقبلة، محذّراً من أن فشل المسار الحكومي والدبلوماسي قد يقود إلى انسداد سياسي خطير.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By AFP-SBS
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand