يقول منظمو الفعاليات إن هذا الحشد قد تكون واحدة من أكبر الحركات الشعبية في تاريخ أستراليا، بعدما شهدت البلاد في مطلع أغسطس/آب الماضي مسيرة ضخمة عبر جسر ميناء سيدني شارك فيها نحو 300 ألف متظاهر.
ووفقاً لمجموعة "Palestine Action Group"، فإن أكثر من 21 مدينة وبلدة ستنضم إلى الاحتجاجات، مع احتمال ارتفاع العدد إلى أكثر من 40 موقعاً. المتحدث باسم المجموعة في سيدني، جوش ليس، أكد أن "مسيرة الجسر الأخيرة منحت زخماً هائلاً للحراك الشعبي في مختلف أنحاء البلاد".
احتجاجات متزامنة في تل أبيب
بالتوازي مع ذلك، شهدت تل أبيب واحدة من أكبر المظاهرات منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد خرج مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين بوقف العمليات العسكرية في غزة والإفراج عن المحتجزين.
ووفقاً لمنتدى عائلات الأسرى والمفقودين، فقد بلغ عدد المشاركين نحو 500 ألف شخص، رغم عدم تأكيد الشرطة الإسرائيلية لهذا الرقم. المتظاهرون رفعوا شعارات مثل: "أعيدوهم جميعاً إلى الوطن" و"أوقفوا الحرب".

housands of demonstrators supporting the families of Israeli hostages held by Hamas in Gaza take part in a protest rally outside the Kyria military headquarters in Tel Aviv, Israel, 01 September 2024. Source: EPA / ABIR SULTAN/EPA/AAP Image
توتر دبلوماسي بين أستراليا وإسرائيل
في خضم هذه التطورات، تشهد العلاقات بين كانبرا وتل أبيب توتراً متصاعداً. فبعدما كانت أستراليا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل عام 1949، تتحرك حكومة أنتوني ألبانيزي حالياً نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وجاء التوتر الأخير بعدما رفضت أستراليا منح تأشيرة دخول لسياسي إسرائيلي، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وصف ألبانيزي بـ"السياسي الضعيف" واتهامه بـ"خيانة إسرائيل". ورد ألبانيزي قائلاً إنه يتعامل مع القادة الأجانب "باحترام"، مضيفاً أنه لا يأخذ الانتقادات "بشكل شخصي".
رسائل من غزة
وفي غزة، عبّر السكان عن امتنانهم للتظاهرات الأسترالية السابقة. فقد نشر بعضهم صوراً لأطفال يرفعون لافتات شكر للمتظاهرين الذين عبروا جسر ميناء سيدني. وقال محمد حماد، المقيم في غزة، إن "أفضل مسيرة رأيتها كانت مسيرة الجسر"، مشيراً إلى أنه يتابع كل التحركات الشعبية الداعمة من الخارج.

Pro-Palestine protesters are seen during the Palestine Action Group's March for Humanity in Sydney, Sunday, August 3, 2025. (AAP Image/Flavio Brancaleone) NO ARCHIVING Source: AAP / FLAVIO BRANCALEONE/AAPIMAGE
مجاعة في غزة: "كارثة من صنع الإنسان"
بحسب تصنيف الأمن الغذائي العالمي (IPC)، يواجه نحو ربع سكان غزة المجاعة، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 641 ألف شخص بنهاية سبتمبر/أيلول.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف ما يجري بأنه "كارثة من صنع الإنسان، وإدانة أخلاقية، وفشل للإنسانية"، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
لكن إسرائيل رفضت التقرير، واعتبره نتنياهو "كذبة صريحة"، قائلاً إن البيانات اعتمدت بشكل أساسي على معلومات من حركة حماس ولم تأخذ في الاعتبار شحنات الغذاء الأخيرة.
استمرار الحراك الشعبي
من جانبها، قالت آمال ناصر، من منظمة "Palestine Action Group"، إن هذه الاحتجاجات تهدف إلى الضغط على الحكومة الأسترالية لفرض عقوبات على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها. وأكدت أن المنظمين "سيواصلون بناء الزخم الشعبي"، محذرة حكومة ألبانيزي من "تكرار أخطاء حكومة هاوارد" في حرب العراق.