الحكومة دفعت بأعداد كبيرة من اللاجئين إلى مناطق تفتقر إلى فرص عمل وموارد تعليمية مناسبة لهم. هذا ما قاله زعيم المعارضة العمالية في أكبر الولايات الأسترالية، نيو ساوث ويلز، لوك فولي، معلناً في الوقت نفسه أن هناك ما وصفه بـ "نزوح أبيض" من بعض ضواحي سيدني بسبب موجات اللاجئين.
وسمّى فولي تحديداً، في تصريح نشرته صحيفة دايلي تلغراف، عدداً من الضواحي الغربية لسيدني، بينها فيرفيلد، ستيفون، غيلفورد و ينورا، قائلاً إنها باتت مناطق كادحة تحمل العبء الأكبر من اللاجئين القادمين حديثاً من سوريا والعراق، داعياً إلى عمل شيء ما لمساعدة هذه المناطق وعدم نسيانها.
وانتقد فولي قرار حكومة نيو ساوث ويلز باستقبال 10 آلاف لاجئ من سوريا والعراق من دون تقديم مساعدات عملية لهم وللمناطق التي يسكنون فيها. وأشار إلى أن فرص العيش الجيد في منطقة فيرفيلد ذات الكثافة العراقية والسورية تساوي درجتين ونصف الدرجة على مقياس من عشر درجات، وذلك لناحية توافر السكن والعمل والترفيه.
تحدث أيضا فولي عن "نزوح السكان البيض" من هذه المناطق الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات له على مواقع لبتواصل الاجتماعي.
ودافع فولي عن هذه الانتقادات قائلا أن هذا المصطلح هو مصطلح أكاديمي.
صحيفة الدايلي تلغراف أشارت إلى أن أرقام البطالة التي نُشرت عن شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي أظهرت أن معدل الباحثين عن عمل في ضاحية فيرفيلد بلغ 9%.
ومن الحلول التي اقترحها فولي لمساعدة المناطق التي تغص باللاجئين، إعادة بناء نظام معاهد الـ TAFE وتفعيله لخلق فرص أمام الشبيبة للتدريب على المهن الحرة وتعلم مهارات تساعدهم في الحصول على عمل، ودعا أيضاً إلى إنشاء مركز ضخم للمناسبات والفعاليات في المركز الأولمبي، ما يؤدي إلى إيجاد عدد كبير من الوظائف، وسبق لفولي أن توقع أن يؤدي المطار الجديد الذي سيتم بناؤه في منطقة Budgerys Creek إلى تحسين أوضاع الضواحي الغربية لسيدني.
لا بد من الإشارة إلى أن رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز، غلاديس بيريجكليان، سبق وأعلنت قبل أسابيع عن رؤيتها للتوسع إلى خارج الضواحي المكتظة في سيدني وبناء مدن بين تلك الضواحي ومناطق الريف، بعد تجهيزها بالبنى التحتية اللازمة، من أجل التخفيف من تمركز اللاجئين والمهاجرين في مناطق محددة، وحلِّ أزمة السكن وإيجاد الآلاف من فرص العمل الجديدة.
وتأتي هذه الاقتراحات والتصريحات من الجانبين قبل أقل من سنة على انتخابات ستجرى في الولاية وعلى الصعيد الفدرالي، وسط توقعات بأن تكون الأمور المعيشية في رأس قائمة أولويات الحملات الانتخابية للأحزاب المتنافسة.