كيف سيكون وقع الهيئة الملكية للتحقيق في أعمال المصارف على البلاد؟

هل يعقل أن تكون المصارف هي التي طلبت من الحكومة فتح تحقيق في عملياتها بحسب رسالة موقعة من مدراء البنوك الأربعة الكبرى ونشرتها اليوم وسائل الإعلام؟ أم أن رئيس الوزراء مالكوم تورنبول التفّ على العمال والخضر وشركائه الوطنيين واستبق هزيمة مذلة لدى استئناف البرلمان جلساته الاثنين المقبل فسارع إلى تبني تشكيل هيئة ملكية للتحقيق في عمل المصارف؟

The CEOs from Australia's banks have called for a bank inquiry.

Source: AAP

وبانتظار تسمية أعضاء هيئة التحقيق وتحديد صلاحياتها في البرلمان، أوضح تورنبول أن رئيس الهيئة سيكون قاضياً حالياً أو متقاعداً، وأنه سيكون أمامها حتى شباط/فبراير من العام 2019 لكي ترفع تقريراً إلى الحكومة بنتائج تحقيقاتها.

هل سيكون تورنبول في الحكم حينها؟ هل سيكون الائتلاف سيد البلاد؟ وما هي الفضائح التي ستكشفها الهيئة الملكية؟ كيف سيكون وقعها على أستراليا خصوصاً أن المصارف من أهم أعمدة الاقتصاد الوطني؟

أسئلة كثيرة لا مجال لمعرفة الإجابات عليها في المرحلة الراهنة، والوقت وحده كفيل بإماطة اللثام عنها. إلا أن أولى ردود فعل وسائل الإعلام تؤكد أن الحكومة سائرة نحو الهاوية.

ففي صحيفة الأستراليان كتب المعلق Dennis Shanahan: السخافة السياسية (political ineptitude) لتورنبول قيد العرض بعد تراجعه عن رفضه تشكيل الهيئة الملكية للتحقيق في عمل المصارف.

صحيفة دايلي تلغراف وصفت قرار تورنبول بالقنبلة المصرفية (bank bombshell) التي انفجرت بالبورصة حيث تدهورت أسهمها، فيما رأى المعلق في صحيفة سدني مورننغ هيرالد Mark Kenny أن الحكومة تحكم بالاسم وأن تورنبول فقد السيطرة على الدفة السياسية في البلاد.

في التعليقات أيضاً، تساءلت شبكة ABC عمّا إذا كان تورنبول قد جُرَّ إلى طاولة تشكيل الهيئة الملكية رغماً عنه.

كلام كثير لقرار كبير من شأنه أن يرسم أكثر من مصير! المصير الأول مصير المصارف، والثاني الاقتصاد، والثالث أو الأخطر جيوب الناس الذين سيسددون تكاليف الهيئة الملكية التي ستبلغ 75 مليون الملكية، وقد يدفعون ثمن خسائر البنوك نتيجة لقراراتها.
ولعلّ المصير الأهم هو مصير الحكومة التي تشكل الهيئة الملكية مسماراً آخر في نعشها، لا لشيء إلا لأنها في الأساس مطلب عمالي مدعوم بشكل قوي من الخضر وأقطاب من الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، حزب الوطنيين.

حتى يوم أمس، كانت الحكومة ترفض بقوة تشكيل الهيئة الملكية. ومن آخر فصول هذا الرفض، تصريحٌ لوزيرة الخارجية جولي بيشوب التي رأت أمس بالذات أن مثل هذه الهيئة ستعطي آمالاً خاطئة!

أليس تغيير الحكومة موقفها 180 درجة بين ليلة وضحاها دليل ضعف قاتل؟


شارك

نشر في:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Australia Alyaom, Ghassan Nakhoul, Barda Katieh

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
كيف سيكون وقع الهيئة الملكية للتحقيق في أعمال المصارف على البلاد؟ | SBS Arabic