جاءت تصريحات تورنبول في مقابلة مع قناة ABC، عقب هجوم لاذع شنه ترامب عبر منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب في منشور على منصة"تروث" بقوله: "مالكولم تورنبول، رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، كان دائمًا يقود ذلك البلد الرائع من الخلف، ولم يفهم أبدًا ما كان يجري في الصين، ولم يكن لديه القدرة على ذلك. لطالما اعتقدت أنه كان قائدًا ضعيفًا وغير فعّال، وبوضوح، الأستراليون وافقوني الرأي!"
تحذير من التودد لترامب
في حديثه مع برنامج "السابعة والنصف"، حذَّر تورنبول من أن أستراليا يجب ألا تنساق وراء ترامب دون تفكير، مشددًا على أنه "لا ينبغي لأستراليا أن تنضم إلى طابور المتملقين الذين يزحفون للبيت الأبيض، يمجدون هذا الرجل، ويقولون له إنه عبقري". وأضاف أنه إذا تملَّقت أستراليا للمتنمرين، سواء في السياسة العالمية أو حتى في ساحة المدرسة، فستتلقى مزيدًا من التنمر، حيث قال : "إننا نرى حاليًا شخصًا بلا قيود، وإذا كان الرأي السائد هو أن علينا التودد إليه، فإلى أين سيقودنا ذلك؟"
وأشار تورنبول إلى أن الصين قد تستغل سلوك ترامب غير المنتظم لصالحها، معتبرًا أن ما ستفعله الصين هو أنها ستظهر سلوكًا معاكساً لما يفعله ترامب فسلوك ترامب غير متوقع، بينما الصين ثابتة؛ لذلك، فحين يكون ترامب وقحًا، ستكون الصين محترمة. ولهذا سيكون نهجهم مختلفًا تمامًا عمّا كان عليه خلال فترة ترامب الأولى."
وكان تورنبول قد قال سابقًا إن ترامب شخص غير موثوق فيما يخص الالتزامات العسكرية، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن ترامب سيخوض حربًا مع الصين بسبب تايوان. أما فيما يتعلق بالتعرفات الجمركية، فلم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب ستمنح أستراليا إعفاءً كما حدث سابقًا.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، أن حكومته ستواصل التعامل "بشكل بنّاء" مع إدارة ترامب، مشددًا على أهمية الدفاع عن المصالح الوطنية الأسترالية في إطار اتفاقية التجارة الحرة.
تأتي هذ التجاذبات، فيما تسعى أستراليا مجددًا للحصول على إعفاء من التعرفات الجمركية، مستندة إلى الحجة التي نجحت سابقًا خلال ولاية تورنبول، وهي أن وارداتها من الولايات المتحدة تفوق صادراتها إليها. إلا أن كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي السابق لترامب، أشار إلى أن تقديم استثناءات جديدة قد يكون أقل احتمالًا هذه المرة.
وفي حديثه لقناة ABC، أوضح تورنبول أن الحكومة الأسترالية تعيد استخدام الحجج نفسها التي طُرحت عام 2018، لكنه حذر من أن ترامب ربما يكون قد ندم على الإعفاءات السابقة، ما يجعل الحصول على استثناء جديد أكثر صعوبة.
