أسفر هجوم دهس بسيارة في مدينة ميونيخ عن إصابة 30 شخصًا، بينهم أطفال، يعاني العديد منهم من إصابات "بالغة جدًا"، وبعضهم في حالة حرجة، وفق ما أعلنت الشرطة الألمانية.
ووثّقت مشاهد من موقع الاعتداء وجود عربة أطفال بين الأغراض المبعثرة على الطريق، بينما كانت فرق الإسعاف تنقل المصابين.
المشتبه به في الحادث هو طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 24 عامًا، يُدعى فرهاد ن.، وهو معروف لدى السلطات الأمنية بسبب تورطه في قضايا مخدرات وسرقات من المتاجر.
وقد دخل ألمانيا في عام 2016، حيث رُفض طلب لجوئه لكنه حصل على حماية ثانوية حالت دون ترحيله.
Emergency services attend the scene of an accident after a driver hit a group of people in Munich, Germany, Thursday Feb. 13, 2025. (Matthias Balk/dpa via AP) Source: DPA / Matthias Balk/AP
ووقع الاعتداء عندما اقتحم المشتبه به بسيارته من طراز "ميني كوبر" تظاهرة نظمتها نقابة "فيردي" لقطاع الخدمات في وسط ميونيخ، متجاوزًا حاجزًا للشرطة قبل أن يدهس العشرات.
وتمكنت قوات الأمن من إيقاف السيارة بإطلاق النار عليها، قبل أن تعتقل المهاجم.
ردود الفعل السياسية
أثار الحادث صدمة كبيرة في الأوساط السياسية الألمانية، خاصة أنه وقع قبل عشرة أيام فقط من الانتخابات التشريعية المقررة في 23 شباط/فبراير، حيث تهيمن قضايا الهجرة والأمن على الحملات الانتخابية.
المستشار الألماني أولاف شولتس أدان الهجوم بشدة، وتعهد بترحيل المهاجم، قائلًا: "هذا المجرم لا يمكنه توقع أي رحمة. يجب معاقبته، وعليه مغادرة البلاد".
The vehicle used in the suspected attack is lifted onto a tow truck. Source: AAP / AP / Matthias Balk
ويأتي هذا الهجوم في وقت يُتوقع أن يحقق فيه حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات، إذ تظهر استطلاعات الرأي أنه قد يتجاوز ضعف نتيجته في 2021، بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات.
واستغل الحزب الحادثة لانتقاد الحكومة، حيث وصف أحد قادته، بيورن هوكه، ما حدث بأنه "دليل على تفكك الدولة"، داعيًا الناخبين إلى التصويت ضد أحزاب الائتلاف الحاكم.
كما بدأت الخميس محاكمة طالب لجوء أفغاني آخر، متهم بتنفيذ هجوم بسكين في مانهايم أسفر عن مقتل شرطي في ربيع 2024.
مع تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة، يبدو أن الهجوم الأخير في ميونيخ سيؤثر بشكل مباشر على المشهد السياسي الألماني، في وقت تسعى فيه الأحزاب المتنافسة إلى حشد الدعم في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات.
