أبدت الحكومة الفيدرالية موقفها الواضح الداعم لبناء "أستراليا حديثة"، مؤكدة أن "لا مكان" لمن يسعون إلى إثارة الانقسامات في المجتمع، في وقت يستعد منظمو احتجاجات مثيرة للجدل تحت شعار "مسيرة لأجل أستراليا". تأتي هذه التحذيرات وسط قلق بعض أعضاء الجاليات المهاجرة من أن يصبحوا "أهدافًا" للتمييز والكراهية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تُقام الاحتجاجات يوم 31 آب/أغسطس في عدة مدن كبرى، مطالبة بإنهاء ما يصفه منظموها بـ"الهجرة الجماعية"، ومُتهمين الحكومة بـ"ضعف القيادة والجبن السياسي" الذي غيّر أستراليا "بطريقة لم نوافق عليها أغلبنا".
وفي ردود فعل سريعة، ناشد مؤثرون وقادة جاليات من الهنود أعضاء مجتمعاتهم بـ"البقاء في المنازل" حفاظًا على سلامتهم. وقال أمار سينغ، مؤسس مبادرة "Turbans 4 Australia" وبطل أستراليا المحلي لعام 2023، لـSBS Punjabi: "أحث بصدق من ينظمون هذا الاحتجاج على إعادة النظر في موقفهم. وأود أن أحذر الآخرين الذين قد يكونون في الخارج يوم 31 من الشهر بأن يكونوا حذرين، لأن هذا النوع من الكراهية لا يميز أحدًا".
وأشار سينغ إلى أن المهاجرين القريبين من مواقع الاحتجاج قد يصبحون "أهدافًا"، في حين عبّر سائق أوبر عن خوفه على سلامته أثناء عمله يوم الأحد، قائلاً: "أعمل أكثر في عطلات نهاية الأسبوع، لذلك لا أعرف ما الذي سيحدث، لكنه مخيف".
تفاصيل الاحتجاج
تنظم مجموعات من الأستراليين الاحتجاج تحت شعار "مسيرة لأجل أستراليا"، داعية إلى إنهاء ما يُسمى "الهجرة الجماعية" واستعادة الهوية الأسترالية. وحددت الدعوات قاعدة واحدة فقط للمسيرة: "لا أعلام أجنبية"، مع التشديد على حضور المشاركين بأعلام أستراليا وأعلام يوريكا، دون توضيح المسؤولين عن تنظيم الفعالية.
تحذيرات على وسائل التواصل
نشر مؤثرون عبر إنستغرام وتيك توك مقاطع فيديو حذّروا فيها من المشاركة، مشيرين إلى خطورة الاحتجاجات على المهاجرين. وناشدوا خصوصًا الأشخاص من ذوي البشرة الملونة والسكان الأصليين تفادي الخروج أو الذهاب للعمل يوم الأحد، حفاظًا على سلامتهم.
ردود فعل المؤسسات والحكومة
أصدرت رابطة المجالس القومية للجاليات العرقية في أستراليا (FECCA) بيانًا أكدت فيه أن استهداف الوافدين الجدد يتجاهل تاريخ البلاد المشترك، مؤكدين على قوة التنوع وأهمية حمايته.
وقال وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، لقناة SBS News: "لا مكان في بلدنا لمن يسعون لتقسيم المجتمع وتقويض تماسكه الاجتماعي. نحن نقف مع أستراليا الحديثة ضد هذه المسيرات فلا شيء يمكن أن يكون أقل أسترالية".
من جانبها، وصفت وزيرة الشؤون متعددة الثقافات، آن علي، التعددية الثقافية بأنها جزء أصيل من الهوية الوطنية، مؤكدة أن النشاط اليميني المتطرف المستند إلى العنصرية والمركزية العرقية "ليس له مكان في أستراليا الحديثة".
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.