خرجت عن صمتها وقالت "العنصرية" قتلت ابني

مارثا أوجولو، التي تعرض ابنها ليب غوني للضرب حتى الموت في عام 2007، تخرج عن صمتها. وتتحدث إلى اس بي اس عن جريمة قتله.

يصادف اليوم الذكرى الحادية عشر على مقتل ابن مارثا أوجولو باعتداء وحشي عليه في أحد شوارع ملبورن.

كان يبلغ من العمر حينها 19 عامًا فقط.

ونفذ الهجوم على ليب جوني من قبل اثنين من الرجال البيض المسلحين بعصيّ معدنية، ولكن قاضي المحكمة العليا قالت خلال الحكم ان الهجوم لم يكن بدوافع عنصرية.

السيدة أوجولو قالت لـ اس بي اس من خلال مترجم: لم أستطع أن أصدق أنها [القاضي] يمكن أن تصل إلى هذا الاستنتاج، في حين كنت أسمعهم في المحكمة يقولون أنهم أرادوا قتل ابني بسبب لون بشرته".

"وانهم في ذلك اليوم كانوا غاضبين ويبحثون عن رجل أسود ليقتلوه، فوجدوه."

"ربما كانت سترى القضية بشكل مختلف إذا كان الذي قتل شخصًا أبيض."

السيدة أوجولو هربت من السودان بعد أن تعرض بعض أفراد عائلتها للتعذيب. وأمضت عائلتها سنوات في مخيم للاجئين قبل مجيئها إلى أستراليا.

ولم تقل شيئا علانية منذ وفاة ابنها منذ عام 2007، ولكنها اختارت التحدث عن الحادثة في الذكرى الحادية عشر على مقتله التي تتزامن مع تشييد نصب تذكاري له أمام برلمان ولاية فيكتوريا اليوم الأربعاء.
Liep Gony
Liep Gony was 19 when he was murdered. Source: AAP
وقالت السيدة أوجولو إنها تأمل أن تقدم ذكرى مقتله رسالة  حول العواقب المأساوية للإساءة العنصرية، لكنها لا تريد استخدام قضيته في المناقشات الحالية حول ما يسمى "بالعصابات الأفريقية" في أستراليا.

وخلال زيارة إلى ملبورن في تموز/يوليو، قال رئيس الوزراء السابق مالكولم تيرنبول: "هناك مشكلة عصابات هنا ولن تعالجها بالتظاهر بأنها غير موجودة".

لكن السيدة أوجولو قالت لـ اس بي اس "لم يقتل ليب لأنه فعل شيئًا خاطئًا. ليب قتل بسبب لون بشرته - لأنني أنجبته ببشرة سوداء."

وفي بيان نُشر قبل احياء ذكرى مقتله، قالت: "لقد قمعت جريمة قتله كل شجاعتي للدفاع عنه وعن الرجل الذي كان سيكون عليه".

في ليلة 26 أيلول/سبتمبر 2007، قام كلينتون رينتول (24 عاما) وصديقه ديلان ساباتينو البالغ من العمر 21 عاما، بالهجوم على السيد غوني وهو في طريقه إلى منزله من محطة قطار نوبل بارك.
Clinton Rintoull and Dylan Sabatino
Liep Gony's attackers Clinton Rintoull and Dylan Sabatino. Source: AAP
وضُرب السيد غوني مراراً وتكراراً على رأسه، ووقع أرضا، حيث استمر رينتول في ضربه. وتركه الرجلان على جانب الطريق، حيث وُجد في وقت لاحق وهو ينزف وفاقداً للوعي من قبل أحد المارة. وتم نقله إلى المستشفى وإيقاف جهاز دعم الحياة عنه في اليوم التالي.

السيدة أوجولو قالت في بيانها: " بعد تسعة أشهر في حمله  و 19 عاما من تربيته، خسرته في ست دقائق".

"شاهدت ابني يأخذ آخر أنفاسه. شاهدت حياته تنفذ بلا حيلة".

ووقع الهجوم وسط تصاعد التوترات العنصرية والسياسية في أستراليا. وكان وزير الهجرة آنذاك، كيفين أندروز، قد ادعى أن حكومة هوارد كانت تقلل أعداد اللاجئين الأفريقيين لأن بعضهم "لا يستقر ويتكيف مع طريقة الحياة الأسترالية".

وكشفت تقرير سري عن دائرة الهجرة أن المضايقات العنصرية للأفريقيين قد ازدادت بعد ادعاءات السيد أندروز.

وفي اليوم السابق لجنازة غوني، تعرض اللاجئ السوداني أجانج غور، البالغ من العمر 17 عاماً، لاعتداء شرس من قبل أربعة رجال في ضاحية ميلتون بملبورن. ووصفته المجموعة بأنه "كلب أسود" من بين شتائم عنصرية أخرى وحطموا زجاجة فوق رأسه وسرقوا هاتفه المحمول.

وقال المراهق في ذلك الوقت أنه يعتقد أن التعليقات التي أدلى بها السيد أندروز قد دفعت بمهاجميه لفعل ذلك.
Martha Ojulo
Martha Ojulo at the 'Enough is Enough' protest outside the Channel 7 studio in Melbourne in July. Source: AAP
وحكم على قاتلي ليب غوني، رينتول بالسجن لمدة 20 عاما، في حين تم إدانة ساباتينو بتهمة القتل الخطأ وبالسجن لعشر سنوات.

وفي الساعات التي سبقت الهجوم، كان رينتول قد كتب "f *** da ni ** as" على جدار غرفة الجلوس في المنزل الذي كان يستأجره.

وقالت أوجولو إن أحد الرجال سمعه أيضا يصرخ خارج المنزل: "هؤلاء السود يحولون المدينة إلى Bronx. سوف أسترجع مدينتي مرة أخرى. أنا أتطلع لقتل السود"، وهو يلوح بعصى معدنية.

لكن قاضية الحكم بالمحكمة العليا إليزابيث كورتين لم تكن مقتنعة بأن الجريمة ذات دوافع عنصرية.

 


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Maram Ismail
المصدر: SBS News

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand