قام باحثون في جامعة سيدني بإجراء بحث موسع في شهر نموز يوليو الماضي، يعد الأول من نوعه في استراليا بحيث ركز بشكل أساسي على نظرة الرجال نحو أجسادهم. وكان أحد النتائج الأساسية التي تمخض عنها البحث هي أن الرجال الذين يواجهون مشاكل في تقبل أجسادهم وخصوصا إذا كان لديهم تطلعات للحصول على جسم رشيق ومفتول العضلات، نادرا ما يطلبون المساعدة الطبية واحتمالية أن تبقى هذه الحالات بدون تشخيص أعلى بمعدل 4 مرات مقارنة بالنساء.
وحسب نتائج البحث، يعاني الرجال نفسياً من هذه المشكلة أكثر مقارنة بالجنس الآخر، على الرغم من أن عدد النساء اللواتي عبرن عن عدم رضاهم عن أجسادهن كان أعلى ضمن العينة التي تضمنت ألفي شخص. وأظهرت بيانات البحث الذي نشر في صحيفة الصحة العامة في كل من أستراليا ونيوزيلندا، أن الارتفاع المطرد في استخدام المكملات الهرمونية واضطراب الأكل تعد أمثلة شائعة على الأنماط السلوكية السلبية والتي ترتبط بشكل مباشر بمشكلة عدم الرضا عن الجسد.
ويقول الدكتور سكوت غريفيث، أحد القائمين على هذه الدراسة: "هذه المشكلة باتت تتفاقم نظرا لربط ظاهرة عدم الرضا عن الجسد بالنساء حصرا." وأضاف أن الرجال غالباً لا يطلبون المساعدة لأن ذلك "حسب اعتقادهم" يقلل من أهميتهم.
ويروي أحد سكان سيدني ويدعى ميتشيل، قصته مع مرض فقدان الشهية Anorexia التي بدأت بعمر الحادية عشرة ولم يتغلب عليها سوى بمساعدة عائلته ومعلم التربية الرياضية في مدرسته. ويضيف القول بأن هذا المرض يولد الكثير من التوتر النفسي وأن أحد أسباب ذلك هو الافكار النمطية السائدة في المجتمع بما يتعلق بتعريف الرجولة Masculinity والجمال والشكل المثالي للجسد.
إذا، فاضطرابات الطعام والتوتر النفسي وربما الاكتئاب الناتج عن عدم الرضا عن شكل الجسد لا يرتبط بجنس معين وانما تمتد آثاره لتشمل جميع أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم والخيار الصحي الأفضل في حال شعر الشخص أنه يتعرض لأزمة نفسية بسبب ذلك، هو التوجه للطبيب الذي سيقوم بتقييم الحالة وتقديم المشورة المناسبة.