تعهدت شركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة، الاربعاء، باستثمار 30 مليار دولار أميركي في بريطانيا، مع توجيه نصف المبلغ نحو الحوسبة السحابية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وهذا التعهد هو الأكبر من بين العديد من التعهدات التي قدمتها شركات تكنولوجيا عملاقة أميركية بقيمة إجمالية بلغت 42 مليار دولار، تم الإعلان عنها تزامنا مع وصول الرئيس دونالد ترامب في زيارة دولة تاريخية ثانية إلى المملكة المتحدة.
كما اتفقت حكومتا بريطانيا والولايات المتحدة على التعاون في مجال التكنولوجيا النووية والفضائية في إطار "صفقة الازدهار التكنولوجي".
وقالت مايكروسوفت إن استثمارها يمثل "أكبر التزام مالي" تقوم به في بريطانيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا عبر منصة إكس "نحن ملتزمون باستحداث فرص جديدة للأشخاص والشركات على جانبي المحيط الأطلسي".
وأضاف "يشمل ذلك بناء أكبر حاسوب فائق في المملكة المتحدة".
ويرافق ترامب عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الأميركية عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر إقامته الريفي الخميس.
وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز على رأس الفعاليات التي سبقت وصول ترمب، إذ أعلنا عن تشكيل "فريق عمل عبر الأطلسي" لتعزيز التعاون بين اثنين من أكبر المراكز المالية في العالم.
ترامب بضيافة ملكية في قلعة وندسور
وهبطت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" بعيد الساعة (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش) في مطار ستانستيد بلندن. واستقبل حرس الشرف ترامب الذي استقل مروحية برفقة زوجته ميلانيا إلى مقر إقامة السفير الأميركي في لندن لقضاء الليلة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب في الحديقة الجنوبية قبل ركوب الطائرة Source: Getty / Getty Images North America
ويتضمن جدول أعمال الأربعاء استقبالاً حافلاً، واستعراضاً ضخماً غير مسبوق لحرس الشرف، وموكباً لعربات تجرها الخيول عبر أرجاء القلعة، واستعراضا جويا، ومأدبة رسمية. ويشارك في هذه الاحتفالات الملك والملكة، بالإضافة إلى الأمير ويليام وزوجته كاثرين.
ويسعى ستارمر أيضاً إلى تحويل الأنظار نحو الشؤون الجيوسياسية والاستثمار بعد أسبوعين عصيبين هزا مكانته السياسية. إذ اضطر أولاً إلى إقالة نائبته، ثم بعد ستة أيام فقط أقال سفير بلاده لدى الولايات المتحدة بيتر ماندلسون بسبب علاقاته بجيفري إبستين.
وفد من رجال الاعمال وعمالقة التكنلوجيا بينهم رئيسا إنفيديا و OpenAI
من المقرر أن يحضر عدد من كبار رجال الأعمال، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانج إلى جانب سام ألتمان من OpenAI، في حين أعلن مسؤولون أميركيون كبار الاثنين، أن صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار ستُكشف خلال الزيارة.

رئيس شركة "OpenAI" سام ألتمان Source: AAP / Sven Hoppe/AP
ستارغيت وهدف استثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
ومن الصفقات الرئيسية الأخرى شراكة بين شركة "إنسكايل" البريطانية مع شركتي "أوبن إيه آي" و"إنفيديا" العملاقة للرقائق الإلكترونية لإنشاء نسخة بريطانية من "ستارغيت"، وهي مبادرة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
وتهدف "ستارغيت" التي تم الكشف عنها في كانون الثاني/يناير إلى استثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بحلول عام 2029، كما أعلنت عن خطط لمشاريع في الخارج في الإمارات والنروج.
وتعهدت شركة "إنفيديا"، بالتعاون مع شركات في المملكة المتحدة، نشر 120 ألف شريحة معالجة رسومية متقدمة في أنحاء البلاد.
وتعتزم الحكومة البريطانية التي تواجه صعوبات في انعاش الاقتصاد وأزمة سياسية شهدت خصوصا إقالة سفيرها في واشنطن بسبب علاقاته مع المعتدي الجنسي الأميركي الراحل جيفري إبستين، الاستفادة من زيارة الرئيس الأميركي يومي الأربعاء والخميس للقيام بإعلانات اقتصادية إيجابية.
وقبل مايكروسوفت، تعهدت شركة غوغل استثمار خمسة مليارات جنيه إسترليني (6,2 مليار دولار اميركي) على مدى عامين، في مركز بيانات وفي الذكاء الاصطناعي.
وتعدّ المملكة المتحدة واحدة من الدول التي جذبت أكبر قدر من الاستثمارات الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، لكنها متأخرة كثيرا عن الصين وخاصة الولايات المتحدة، وفق تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي 2025 الصادر عن جامعة ستانفورد الأميركية.
وقال ساتيا ناديلا إن مايكروسوفت توظف ستة آلاف شخص في المملكة المتحدة، حيث لديها العديد من مراكز البيانات ومختبرات الذكاء الاصطناعي واستوديوهات ألعاب الفيديو.
ووعد المسؤول أيضا بالإعلان عن "استثمارات جديدة في مراكز البيانات" في الولايات المتحدة "في وقت لاحق من هذا الأسبوع".