تشهد مدينة غزة موجة نزوح غير مسبوقة مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والقصف الجوي المتواصل، ما أدى إلى تدمير أحياء كاملة وتحويل أجزاء واسعة من المدينة إلى أنقاض. وقال الجيش الإسرائيلي إنه فتح ممرًا موقتًا عبر شارع صلاح الدين، يربط شمال القطاع بجنوبه، للسماح بخروج المدنيين لمدة 48 ساعة، من ظهر الأربعاء حتى ظهر الجمعة.
أعلنت الأمم المتحدة أن نحو مليون شخص ما زالوا يقيمون في غزة ومحيطها، بينما أكد الجيش أن أكثر من 350 ألفًا غادروا خلال الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يصرّ بعض السكان على البقاء رغم المخاطر. تقول أم أحمد (44 عامًا) التي تعيش في منزل مدمَّر جزئيًا: "القصف هنا كما هناك... الموت أهون من النزوح بلا وجهة".
في المقابل، تروي فاطمة لبد (36 عامًا) التي نزحت مع أسرتها نحو الجنوب: "نمنا في العراء قرب البحر بدير البلح.. الشوارع مكتظة والقصف متواصل، حتى الجحيم أهون مما نعيشه".
بينما اضطر نازحون إلى النوم في العراء وقطع مسافات طويلة مشياً تحت القصف، واصفين الوضع بأنه "أقرب إلى يوم القيامة".
خسائر بشرية وأوضاع كارثية
أفاد الدفاع المدني بسقوط 64 قتيلًا الأربعاء، بينهم 41 في مدينة غزة. وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي رسميًا حالة مجاعة في القطاع، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستويات كارثية.
لجنة تحقيق دولية خلصت أيضًا إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
في إسرائيل، تظاهر أقارب الرهائن أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالقدس مطالبين بالتحرك لاستعادتهم. دوليًا، توالت الإدانات؛ إذ اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الهجوم يهدف إلى تهجير الفلسطينيين، بينما أعربت الصين عن معارضتها للتصعيد، واقترحت المفوضية الأوروبية فرض قيود تجارية على إسرائيل.
هذا ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن مدينة غزة تمثل "المعقل الأساسي" لحركة حماس، مقدرًا عدد مقاتليها هناك بما بين ألفين وثلاثة آلاف. وقال مسؤول عسكري إن العمليات البرية الحالية "خطوة أساسية" للسيطرة على المدينة. من جانبها، وصفت حركة حماس التصعيد بأنه "فصل جديد من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي"