وجّهت السلطات اللبنانية رسائل غير مسبوقة في حدّتها إلى إيران، رافضةً أي تدخل في القرارات الداخلية، خصوصاً المتعلقة بملف سلاح حزب الله. وأكد الرئيس جوزاف عون لرئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، خلال زيارته الأربعاء، أن "لبنان لا يقبل بأي شكل التدخل في شؤونه"، مشدداً على أن القرارات الوطنية تُتخذ حصراً عبر المؤسسات الدستورية.
من جهته، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على أن التصريحات الإيرانية الأخيرة تشكّل "خروجاً عن الأصول الدبلوماسية" وانتهاكاً لمبدأ السيادة المتبادلة، مؤكداً أن أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر القنوات الرسمية. وتزامنت هذه المواقف مع قرار حكومي غير مسبوق يقضي بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، ما أثار مواقف حادة من الحزب الذي وصف القرار بـ"الخطيئة الكبرى".
وفي القاهرة، واصلت مصر جهودها بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لإحياء هدنة الستين يوماً في غزة، تشمل الإفراج المتبادل عن رهائن ومعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف، بمن فيهم حماس وإسرائيل، للوصول إلى اتفاق مبني على مقترح أميركي، مع دعم فكرة نشر قوات دولية، بينها قوات عربية، لتهيئة الظروف لقيام الدولة الفلسطينية.
في السياق نفسه، أدانت وزارة الخارجية المصرية ما وصفته بـ"الأيديولوجية المسماة إسرائيل الكبرى"، مطالبةً تل أبيب بإيضاحات، معتبرة أن هذه الطروحات تعكس رفضاً لخيارات السلام وتصعيداً للتوتر في المنطقة.
أما في عمّان، فقد اجتمع وزراء خارجية الأردن وسوريا والمبعوث الأميركي إلى دمشق، معلنين تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم الحكومة السورية في تثبيت وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء، التي شهدت مواجهات دامية الشهر الماضي. وأكد المجتمعون على وحدة المحافظة وضمان حقوق سكانها، مرحّبين بخطوات الحكومة السورية للتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، مع تعزيز إدخال المساعدات والمضي في المصالحات.