أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون التزام الدولة بسحب سلاح جميع القوى المسلحة، بما فيها حزب الله، في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، قال إنها تأتي ضمن "فرصة تاريخية" لاستعادة سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. وجاءت تصريحاته خلال كلمة بمناسبة عيد الجيش، أشار فيها إلى أن هذه الخطة تدخل ضمن مسودة أميركية قد تُطرح أمام الحكومة قريباً.
لكن هذا التوجه قوبل برفض حاسم من حزب الله، الذي اعتبر، على لسان أمينه العام نعيم قاسم، أنّ كل من يدعو إلى نزع السلاح "يخدم المشروع الإسرائيلي"، مؤكداً أن لبنان أمام "تهديد وجودي".
المقترح الأميركي يتضمن أيضاً وقف العمليات الإسرائيلية واغتيالاتها في لبنان، إضافة إلى انسحاب من مواقع متقدمة، مقابل بسط سيطرة الجيش على الجنوب اللبناني. كما يشمل دعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة الإعمار وتوفير دعم مالي للقوى الأمنية والجيش.
في السياق نفسه، واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على مواقع في جنوب لبنان والبقاع، معلناً استهداف منشآت لإنتاج الصواريخ الدقيقة تابعة لحزب الله. أما الحزب، فيمتنع حالياً عن الرد، وسط ضغوط دولية متزايدة لاحتواء التصعيد.
في ظل هذا المشهد، أعلنت الحكومة اللبنانية عن جلسة مرتقبة للبحث في تنفيذ ما ورد في البيان الوزاري بشأن السيادة وسحب السلاح.
وفي الجانب الإنساني، يواجه لبنان تحديات كبيرة في ملف إعادة الإعمار، إذ قدّر البنك الدولي تكلفة التعافي بنحو 11 مليار دولار. وتُعوّل بيروت على دعم دولي مشروط بتفكيك السلاح غير الشرعي، وهو ما يضع حزب الله في قلب المعادلة السياسية المقبلة.
وفي غزة... مجاعة تحت أنظار العالم
في تطور لافت على الساحة الدبلوماسية، يتوجه الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، إلى قطاع غزة الجمعة، في زيارة نادرة لمسؤول أجنبي إلى المنطقة التي تعاني من دمار واسع النطاق ومجاعة تهدد أرواح السكان.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ويتكوف وهاكابي سيلتقيان سكاناً من غزة ويعرضان نتائج الزيارة مباشرة على الرئيس الأميركي، للموافقة على خطة لتوزيع الغذاء.
هذه الزيارة هي الثانية المعلنة لويتكوف إلى غزة، بعد زيارته الأولى في يناير خلال هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، انتهت منتصف مارس مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يقدّم ويتكوف تقريراً مباشراً إلى الرئيس الأميركي لوضع خطة نهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات.
وتأتي الخطوة الأميركية في وقت تتعاظم فيه التحذيرات الدولية من "مجاعة شاملة" تهدد نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر، الذي يعتمد بشكل شبه كلي على المساعدات التي تصل عبر الشاحنات أو تُلقى جواً، رغم الفوضى التي ترافق عمليات الإنزال.
وتشهد غزة تدهوراً يومياً في الأوضاع، حيث أُعلن الخميس عن مقتل 38 شخصاً بفعل القصف أو خلال محاولة الحصول على المساعدات. وقد رُصدت حالات تدافع وصراعات عنيفة بين المواطنين بسبب الجوع، بحسب شهادات محلية.
وكان الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قد نشر فيديو لرهينة إسرائيلي، ظهر منهكاً يطلب تدخل حكومته للإفراج عنه. ولم يتم التحقق من صحة الفيديو أو تاريخ تصويره.
من جهة أخرى، تتزايد الدعوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية. فقد أعلنت كندا والبرتغال نيتهما الاعتراف بها خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، فيما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفضه لذلك، محملاً حماس مسؤولية استمرار الأزمة.
هذا و فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شخصيات فلسطينية، معتبرة أن خطواتهم تهدف إلى "تدويل النزاع". في المقابل، تتهم دول أوروبية إسرائيل بتقويض فرص السلام من خلال استمرارها في العمليات العسكرية في غزة.
في هذه الأثناء، تتواصل الضغوط السياسية على الحكومة الإسرائيلية، مع تظاهر عشرات من أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مطالبين بإبرام اتفاق شامل للإفراج عن 49 رهينة، تقول تل أبيب إن 27 منهم قد توفوا.