الطيور على أشكالها تقع!

هل هو ظاهرة فظة أم أن القيم تبدلت والعالم يزداد سفاهةً؟ هل لديه فكر حقيقي صالح لبناء البشرية أم أنه فقّاعة أخرى من فقّاعات وسائل التواصل الاجتماعي لا بد أن تتلاشى عندما تشتد الرياح وتصطدم بشيء صلب؟ هل هو شخصية واقعية أم دمية إعلامية؟ هل هو حقاً رمزٌ لحرية التعبير عن الرأي أم صوتٌ لليمين المتطرف الذي عاد ليلعلع عبر أثير أستراليا وفي شوارعها على يد شخص قادم من بريطانيا يعلن صراحة عن كرهه للمسلمين والحركات النسائية والسكان الأصليين وغيرهم الكثير؟

Protesters clash in Kensington, Melbourne on Monday, December 4, 2017.

Source: AAP

أسئلة كثيرة لا تنتهي تُشعل الجدال المستمر حول الزيارة التي يقوم بها المعلق اليميني البريطاني المتطرف مايلو يينو بولوس إلى أستراليا. بعض المتابعين يلوم السلطات الأسترالية للسماح لشخص من هذا النوع بالدخول إلى أراضيها وإلقاء محاضراته فيها.

لكنَّ سعر البطاقة للدخول إلى محاضراته والذي يناهز الألف دولار، ونفاد هذه البطاقات قبل موعد المحاضرات، إن دلت على شيء فهي أن الزائر وجد بيئة حاضنة له في أستراليا.

وظهرت هذه البيئة الحاضنة أيضاً في لقاء ودي وحميم بينه وبين المذيع الشهير آلان جونز على برنامجه الإذاعي الصباحي الواسع الانتشار، ليدخلا معاً في نوبات من الضحك الذي أفلت من مكابحه طوال مدة المقابلة التي سرقت ربع ساعة من عمر الناس، والتي أكدا فيها تبنيهما لكل أفكار اليمين المتطرف.

وتمددت هذ البيئة الحاضنة لمايلو إلى العاصمة كانبرا، وتحديداً إلى البرلمان الفدرالي، الذي دعاه إليه السناتور ديفيد ليونيلم زعيم حزب الأحرار الديمقراطي، وسط حراسة أمنية مشددة. حزبا الخضر والعمال ردا بمذكرة تأنيب بحق ليونيلم.

وقد صبّت السناتور المنتمية إلى حزب الأحرار جاين هيوم غضبها على هذه الزيارة واهتمام الناس بشخصية من هذا النوع، معتبرة أن مايلو شخص مهووس باهتمام الناس به.

ولعل أغرب ما في شخصية مايلو  يينو بولوس أنه يميني متطرف لكنه قلما التزم بعقائد المحافظين فهو مِثلي. يتهمونه بالعنصرية لكنه متزوج من رجل أسود. يقال إنه معادٍ للسامية لكنَّ نصفه يهودي.

يعتبر مايلو نفسه قدوة ويقول بفظاظة وتبجّح لمعارضيه "لا ترسلوا أطفالكم إلى عروضي"!

أمس وقعت صدامات بين اليمين المؤيد له واليسار المعارض لأفكاره في ملبورن خارج قاعة كان يحاضر فيها. تدخلت الشرطة ولم توفر اللكمات عناصرَها.

لا يدخل مكاناً إلا ويثير فيه زوبعة قد تليها عاصفة، فرعود وبروق سياسية وقتال في الشوارع!

أحد المعلقين كتب اليوم: الحق على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي التي صنعته! كان مايلو مغموراً، لكنَّ اسمه قفز إلى عالم الشهرة عندما حظرته إدارة تويتر لتغريداته الشاذة. إلاّ أنّ المعلق استدرك بالقول: ويلٌ إن منعتَه، وويل إن تغاضيتَ عنه وتركتَه يطلق العنان لأفكاره!

هذا هو العصر الرقمي! هذه هي شخصياته! هنيئاً لكم بها!


شارك

نشر في:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Australia Alyaom, Ghassan Nakhoul, Barda Katieh

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
الطيور على أشكالها تقع! | SBS Arabic