أسئلة كثيرة لا تنتهي تُشعل الجدال المستمر حول الزيارة التي يقوم بها المعلق اليميني البريطاني المتطرف مايلو يينو بولوس إلى أستراليا. بعض المتابعين يلوم السلطات الأسترالية للسماح لشخص من هذا النوع بالدخول إلى أراضيها وإلقاء محاضراته فيها.
لكنَّ سعر البطاقة للدخول إلى محاضراته والذي يناهز الألف دولار، ونفاد هذه البطاقات قبل موعد المحاضرات، إن دلت على شيء فهي أن الزائر وجد بيئة حاضنة له في أستراليا.
وظهرت هذه البيئة الحاضنة أيضاً في لقاء ودي وحميم بينه وبين المذيع الشهير آلان جونز على برنامجه الإذاعي الصباحي الواسع الانتشار، ليدخلا معاً في نوبات من الضحك الذي أفلت من مكابحه طوال مدة المقابلة التي سرقت ربع ساعة من عمر الناس، والتي أكدا فيها تبنيهما لكل أفكار اليمين المتطرف.
وتمددت هذ البيئة الحاضنة لمايلو إلى العاصمة كانبرا، وتحديداً إلى البرلمان الفدرالي، الذي دعاه إليه السناتور ديفيد ليونيلم زعيم حزب الأحرار الديمقراطي، وسط حراسة أمنية مشددة. حزبا الخضر والعمال ردا بمذكرة تأنيب بحق ليونيلم.
وقد صبّت السناتور المنتمية إلى حزب الأحرار جاين هيوم غضبها على هذه الزيارة واهتمام الناس بشخصية من هذا النوع، معتبرة أن مايلو شخص مهووس باهتمام الناس به.
ولعل أغرب ما في شخصية مايلو يينو بولوس أنه يميني متطرف لكنه قلما التزم بعقائد المحافظين فهو مِثلي. يتهمونه بالعنصرية لكنه متزوج من رجل أسود. يقال إنه معادٍ للسامية لكنَّ نصفه يهودي.
يعتبر مايلو نفسه قدوة ويقول بفظاظة وتبجّح لمعارضيه "لا ترسلوا أطفالكم إلى عروضي"!
أمس وقعت صدامات بين اليمين المؤيد له واليسار المعارض لأفكاره في ملبورن خارج قاعة كان يحاضر فيها. تدخلت الشرطة ولم توفر اللكمات عناصرَها.
لا يدخل مكاناً إلا ويثير فيه زوبعة قد تليها عاصفة، فرعود وبروق سياسية وقتال في الشوارع!
أحد المعلقين كتب اليوم: الحق على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي التي صنعته! كان مايلو مغموراً، لكنَّ اسمه قفز إلى عالم الشهرة عندما حظرته إدارة تويتر لتغريداته الشاذة. إلاّ أنّ المعلق استدرك بالقول: ويلٌ إن منعتَه، وويل إن تغاضيتَ عنه وتركتَه يطلق العنان لأفكاره!
هذا هو العصر الرقمي! هذه هي شخصياته! هنيئاً لكم بها!