في وقت أكد فيه وزير الهجرة الأسترالي توني بيرك أن أعداد المهاجرين القادمين إلى البلاد يجب أن تنخفض، لكنه أعرب عن تحفظه تجاه تحديد أهداف ثابتة متعددة السنوات للهجرة.
الحكومة: المرونة أولاً
وفي مقابلة مع برنامج "إنسايدرز" على قناة ABC، قال بيرك إن معدل الهجرة في أستراليا يشهد تراجعاً تدريجياً، وهو الآن أقل بنسبة 40% مقارنة بذروته بعد جائحة كوفيد-19. وأضاف أن تحديد أهداف طويلة الأجل قد يُقيد قدرة الحكومة على الاستجابة لاحتياجات البلاد المتغيرة.
وأوضح: "ما يقلقني هو أن الالتزام المسبق بأرقام مستقبلية قد يُفقدنا المرونة اللازمة لتلبية ما تحتاجه أستراليا فعلياً".
وكانت وزارة الشؤون الداخلية قد أعلنت في وقت سابق نيتها تحديد هدف للهجرة يمتد لأربع سنوات، لكن بيرك أشار إلى أن هذا النهج لا يتماشى مع متطلبات المرحلة.
المعارضة تطالب بالشفافية
من جانبه، دعا المتحدث باسم المعارضة لشؤون الشؤون الداخلية، جوناثون دونيام، إلى اتباع نهج منهجي في تحديد مستويات الهجرة المستقبلية، مطالبًا الحكومة بالكشف عن كيفية احتسابها للعوامل المؤثرة مثل الإسكان، والصحة، والتعليم، والخدمات العامة.
وقال دونيام: "الوزير نفسه أقر بأن مستويات الهجرة مرتفعة، وحان الوقت لأن تكون الحكومة أكثر شفافية في هذا الملف".
دعوات لضبط الخطاب العام
وفي ظل تصاعد الجدل حول الهجرة، شدد بيرك على أهمية الحفاظ على نقاش عام يحترم التعددية الثقافية، محذرًا من الخطابات التي تستهدف المجتمعات المهاجرة.
وأضاف: "نحن أمة متعددة الثقافات، وعندما يُهاجم هذا التنوع، يشعر كثير من المواطنين بذلك بعمق".
مواجهات بين متظاهرين في ملبورن
على الأرض، شهدت مدينة ملبورن مواجهات بين متظاهرين مناهضين للهجرة ومجموعات مناهضة للعنصرية، حيث استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل وأجهزة تشويش صوتية للفصل بين الطرفين. وأعلنت شرطة ولاية فيكتوريا إصابة اثنين من عناصرها بعد تعرضهم للرشق بالحجارة والزجاج والفواكه، فيما تم توقيف شخص واحد على الأقل.
وقال قائد شرطة غرب ملبورن، واين تشيزمان، إن مجموعة صغيرة من المحتجين حاولت إيذاء عناصر الشرطة، مضيفاً أن "عدم تدخل باقي المتظاهرين يُعد دعماً غير مباشر، وهو أمر غير مقبول".

Police officers in Melbourne deployed pepper spray and flash distraction devices as they sought to keep the rival rallies separated. Source: SBS
خلفية الاحتجاجات
حركة "مسيرة من أجل أستراليا"، التي نظّمت مظاهرات في 14 موقعاً بأنحاء البلاد، تطالب بوقف ما تصفه بـ"الهجرة الجماعية"، معتبرة أنها أثّرت على تماسك المجتمعات المحلية. ورغم أن عدد المشاركين كان أقل من احتجاجات آب/ أغسطس الماضي، التي شهدت مشاركة نحو 50 ألف شخص، إلا أن الجدل حول الحركة لا يزال مستمرًا.
وقد أثارت هذه المظاهرات انتقادات واسعة بعد ظهور عناصر من جماعات يمينية متطرفة في بعض التجمعات، إلى جانب تقارير عن تنسيق بين منظّمين وممثلين عن جماعات نازية جديدة.

Victoria Police North West Metro Commander Wayne Cheeseman brought a rock to a mid-afternoon press conference that he said was thrown at police officers on Sunday. Source: SBS
وقالت شانون بوتر، منسقة "العمال من أجل الحريات المدنية"، إن "الخطر الذي تمثله الجماعات اليمينية المتطرفة آخذ في التصاعد"، داعية الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه التيارات.