كم من عظيم ومبدع عاش فقيراً ومهمَلاً في وطنه العربي وانتهى وحيداً عند موته، فيما تنقلب الآية كلياً لو انتقل هذا المبدع أو هذه المبدعة إلى بلد آخر ليعيش فيه أو يتخذ منه وطناً دائماً.
لا مجال لتعداد الأمثلة والحالات فهي كثيرة، ولعلّ آخرها مأساة الشحرورة صباح التي رحلت فقيرة ووحيدة بعدما أضاءت الدنيا بفنها وصوتها، فيما تلمع أسماء عربية كثيرة في سماء الغرب في المجالات كافة، من الفنون والآداب إلى العلوم والسياسة والرياضة. من هؤلاء عالم الكيمياء المصري-الأميركي أحمد زويل الذي رحل قبل سنتين، طبيب السرطان اللبناني-الأميركي فيليب سالم، واللائحة تطول.
واليوم، طالعتنا صحيفة الشرق الأوسط بهذا العنوان المشرق: "حذاء محمد صلاح في المتحف البريطاني"!
وفي تفاصيل الخبر أن المتحف البريطاني يعرض الآن الحذاء الرياضي لصلاح بعدما أصبح أول لاعب يسجل 32 هدفاً في موسم مؤلف من 38 مرحلة، ليدخل تاريخ الدوري البريطاني الممتاز. ونال جائزة الحذاء الذهبي لأدائه.
ومحمد صلاح لاعب محترف ضمن فريق ليفربول لكرة القدم، وسيلعب أيضاً ضمن الفريق المصري لكرة القدم في مباريات كأس العالم في روسيا الشهر المقبل.
لكنّ مسيرة هذا النجم الكروي الشاب في وطنه الأصلي لم تكن سهلة. ففي مقابلة سابقة له على يوتيوب، كشف صلاح أن فريق الزمالك رفض ضمه إلى صفوفه، ما دفعه للسفر إلى الخارج بحثاً عن مستقبل أفضل. وقد أكد الرئيس الحالي لنادي الزمالك مرتضى منصور هذا الكلام في حديث نشره موقع "اليوم السابع"، موضحاً أن القيادة السابقة للنادي رفضت فعلاً اللاعب صلاح قبل أن يصبح نجماً وقيل عنه إنه غير مؤهل للعب لأن رجليْه معوجّتين.
وحذاء محمد صلاح معروض في قسم الآثار المصرية ضمن المتحف البريطاني. أمين هذا القسم نيل سبنسر قال إن هذا العرض يجمع بين عراقة مصر وحداثتها، مشيراً في حديث نقلته صحيفة الشرق الأوسط إلى أن " الحذاء يحكي قصة أيقونة مصرية حديثة، تتألق في المملكة المتحدة وتتمتع بتأثير عالمي حقيقي".