ويرى البعض أن ترامب معذور لأن عدد المدمنين على المخدرات في الولايات المتحدة يناهز 2.5 مليون شخص، يتوفى عشرات الآلاف منهم سنوياً. ففي العام 2016 على سبيل المثال لقي أكثر من 63 ألف أميركي حتفهم جرّاء الإدمان على المخدرات.
لكنَّ بعضاً آخر من المعلقين يرى في موقف ترامب نوعاً من الخبث، لأنه لا يُظهر التشدد ذاته إزاء تفشي السلاح في بلاده حيث باتت عمليات القتل الجماعي، ولا سيما في المدارس، من العناوين شبه الدائمة.
أما في أستراليا حيث السلاح مضبوط منذ مجزرة بورت آرثر في العام 1996، على رغم بعض حوادث إطلاق النار من سيارات مسرعة، فإن تفشي المخدرات يشكل تحدياً كبيراً للسلطات، خصوصاً أن السلاح غير الشرعي والذي يتم استخدامه في عمليات إطلاق النار العشوائية له علاقة بعصابات المخدرات.
واليوم بالذات، حصل تطوران على صعيد تهريب المخدرات إلى أستراليا. التطور الأول حُكْمٌ من المقرر أن تصدره اليوم محكمة في سدني على شابة كندية كانت تحاول تهريب الكوكايين إلى أستراليا مع شخصين آخرين بقيمة 21 مليون دولار. والتطور الثاني وصول رجل الأعمال روهان أرنولد إلى أستراليا بعدما استعادته الشرطة الفدرالية لمحاكمته بتهمة التورط مع شبكة عالمية لتهريب ما قيمته نصف مليار دولار من مخدر الكوكايين.
ويعطي هذان الحدثان فكرة عن حجم مشكلة المخدرات في أستراليا حيث تضبط الشرطة أسبوعياً كميات هائلة منها. وبحسب مصادر عدة، منها دائرة الصحة الفدرالية، مكتب الإحصاءات، ومفوضية الاستقصاءات الجرمية، يمكن اختصار مشهد المخدرات في أستراليا كالتالي:
• بلغ عدد الأستراليين الذين تعاطوا نوعاً أو أكثر من المخدرات في العام 2016، ثلاثة ملايين و100 ألف شخص.
• تم تسجيل 1808 وفيات جراء المخدرات في العام 2016.
• أكثر المخدرات التي تم تناولها خلال تلك السنة هي أولاً الحشيشة، يليها سوء استخدام المخدرات الطبية، ثم الكوكايين، وبعده مخدرات أخرى مثل الـ ice.
• عدد التهم التي وجهتها دوائر الشرطة المختلفة في أستراليا رسمياً بامتلاك كميات غير مشروعة من المخدرات خلال السنة المالية 2016 و2017، بلغ 413 ألف و894 تهمة. ويشكل هذا العدد تراجعاً بنسبة 1% عن السنة السابقة، وهو التراجع الأول من نوعه منذ 5 سنوات. لكنْ لوحظ أن عدد متعاطي المخدرات من الإناث ارتفع عن السابق فيما انخفضت هذه النسبة لدى الذكور.
• خلال السنة المالية 2015 و2016، قامت وكالات الشرطة والأمن بـ 115 ألف و421 عملية مصادرة للمخدرات. وبلغ حجم المخدرات المصادرة 21 طناً، فيما سُجّلت 154 ألف و538 حالة توقيف ذات علاقة بالمخدرات.
كيف تواجه أستراليا هذا الواقع؟ بحسب موقع الشرطة الفدرالية، تقوم استراتيجية مكافحة المخدرات على الموازنة بين خفض الطلب وخفض العرض و خفض الضرر مع التركيز على الوقاية.
ما رأيكم بالاستراتيجية الأسترالية لمكافحة المخدرات؟ هل هي أفضل من اقتراح ترامب أم العكس؟