مخصّصات توسيع الطرق تتراجع ورسوم استخدامها ترتفع فيما أزمة النقل العام تتفاقم!

بين نظام متآكل للنقل العام وطرقات مزدحمة بالعربات، يصبح التنقل بين المنزل والعمل ذهاباً وإياباً في المدن الأسترالية الرئيسية رحلة سندبادية تنعدم فيها الخيارات البديلة وتزداد خلالها معاناة المواطنين. وبين تصريحات السياسيين المعتذرة من جهة، والساعية إلى الطمأنة من جهة ثانية، تقابلها تحركات مطلبية لنقابات العمال – بعضها مستتر وبعضها الآخر مكشوف – يدفع المواطن ثمناً باهظاً للقمة العيش، ويُمضي أوقاتاً إضافية ومضنية للوصول إلى عمله ومن ثمَّ العودة إلى عائلته بعد عناء يوم طويل.

Trains & Cars

Source: BeyondImages

على صعيد النقل العام أولاً، عادت أزمة رحلات قطار سيدني إلى الواجهة مع بداية أسبوع جديد، بعد اضطرار إدارة السكك الحديد إلى إلغاء حوالى 40 رحلة قطار بعد ظهر اليوم، بسبب طلبات كثيرة متزامنة للتغيُّب عن العمل بداعي المرض لعدد كبير من السائقين.

رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان اعتذرت هذا الصباح من مستخدمي قطارات سيدني في اليوم الأول من عودتها إلى العمل بعد إجازة الأعياد. لكنّ بيريجيكليان وصفت شبكة القطارات في كبرى المدن الأسترالية بورشة العمل، في إشارة منها إلى عمليات البناء الجارية عليها حالياً، وفي استباق منها، على ما يبدو، لمزيد من التأخير في الرحلات.

وقد بات هذا التأخير أكثر واقعية! فقد صوّت اليوم سائقو قطارات سيدني على إضراب عام يوم الجمعة المقبل ما لم توافق حكومة نيو ساوث ويلز على زيادة أجورهم بنسبة 6%.

وزير المواصلات في الولاية آندرو كونستانس رفض زيادة أجور السائقين بهذه النسبة، لكنه رأى أنه لا بد من تحسين أوضاعهم، وسط تقارير عن أن نسبة الزيادة التي قد تقبل بها الحكومة لن تتعدى 2.5%.

وفيما أزمة قطارات سيدني تتفاقم، برز تقرير اليوم يكشف أن الازدحام على الطرق سيزداد، ليس في سيدني فحسب، بل في كل المدن الأسترالية الرئيسية. ويبدو أن السبب الرئيسي لتفاقم الازدحام هو ارتفاع نسبة استخدام السيارات التي توفر الوقود، خصوصاً تلك التي تسير على الطاقة الكهربائية أو على مزيج من الكهرباء والبنزين. استخدام هذه السيارات هو أقل كلفة على جيوب سائقيها، وهي أفضل بلا شك للبيئة، لكنها في المقابل تقلل من الضرائب التي تجنيها الحكومة على الكربون المنبعث من السيارات.

شبكة ABC كشفت في تقرير لها اليوم، أن ازدياد عدد السيارات الصديقة للبيئة يتسبب بثغرة كبيرة في الضرائب التي تحوّلها الحكومة عادة إلى مشاريع البنى التحتية، ما يؤدي إلى مزيد من الازدحام على الطرق، أولاً بسبب ارتفاع عدد السيارات التي تستخدمها، وثانياً بسبب عدم تحسينها وتوسيعها نتيجة تراجع الاعتمادات المالية المخصصة لها. وتحوّل الحكومة إلى مشاريع الطرق فقط الأموال التي تجنيها من الضرائب على الكربون المنبعث من البنزين.

لكن ماذا عن الأموال الطائلة التي تجنيها الحكومات والشركات الخاصة بشكل رسوم على الطرق السريعة التي بنيت أساساً بأموال دافعي الضرائب؟ أين تُنفق هذه الأموال خصوصاً أنها آخذة في الارتفاع؟ ولماذا لا يتم تلبية مطالب سائقي القطار لضمان وصول الناس إلى أعمالهم بأقل قدر ممكن من العناء؟


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Australia Alyaom, Ghassan Nakhoul, Barda Katieh

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand