أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس أن رد حزبه على هجوم بطائرتين مسيرتين اتهم لبنان إسرائيل بتنفيذه قبل أسبوع "أمر محسوم".
وقال في خطاب متلفز خلال احتفال ديني في الضاحية الجنوبية، معقله في بيروت، إن "ضرورة الرد هو أمر محسوم (...) الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار انما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد". وأضاف "يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه".
وأفاد نصر الله عن اتصالات دولية وإقليمية مكثفة مع مسؤولين لبنانيين وحزب الله للحؤول دون رد من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد أكبر، لكنه أكد أن "كل هذا التهويل لن يمنع من حصول رد".
ويأتي ذلك وسط توتر بين لبنان وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله إسرائيل بشن هجوم عبر طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية، قال إنهما كانتا محملتين بمواد متفجرة. إحداهما سقطت بسبب عطل فني والثانية انفجرت، من دون أن يحدد هدف الهجوم.
ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت ليل السبت الأحد الماضي منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل إثنين منهما.
وسرعان ما توعد نصر الله بالرد "مهما كلف الثمن" واستهداف المسيّرات الإسرائيلية، التي غالباً ما تحلق في الأجواء اللبنانية. وأوضح نصر الله أمس أن "الرد سيكون مفتوحاً (...) من لبنان"، سواء "في مزارع شبعا أو أي مكان على الحدود". وكان حزب الله استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.
وكرر نصر الله الإشارة إلى أن حزبه سيعمل على إسقاط الطائرات المسيّرة الإسرائيلية، لكنه أوضح أن "هذا لا يعني أن كل مسيّرة في سماء لبنان سنعمل على إسقاطها" بشكل لا يستنفذ "إمكانيات الدفاع الجوي" لدى حزبه.
وردّ نصر الله على اتهامات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لحزب الله بتصنيع صواريخ دقيقة في لبنان لصالح إيران، واصفاً إياها بـ"شماعة". وقال "نملك في لبنان ما نحتاجه في أي مواجهة صغرى أو كبرى من صواريخ دقيقة... وليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة".
وفي حادثة نادرة الأربعاء، أطلق الجيش اللبناني النار على طائرتي استطلاع اسرائيلية من أصل ثلاثة خرقت اجواء جنوب لبنان، قبل أن تعود أدراجها عبر الحدود.
وأطلقت اسرائيل السبت قنابل مضيئة على مناطق عدة قرب الشريط الحدودي مع لبنان، سقطت بقايا إحداها داخل موقع للكتيبة الهندية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب البلاد (يونيفيل)، وفق ما أفاد الجيش اللبناني ومتحدث أممي.
كما مدّد مجلس الأمن الدولي الخميس لعام واحد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، محذراً من اندلاع نزاع جديد بين هذا البلد واسرائيل.
رد إسرائيلي
من جهته، حذر رئيس الاركان الاسرائيلي السابق بيني غانتز نصر الله مساء السبت من مغبة التصعيد على حدود اسرائيل، ودعاه إلى أن "يكون رحيما بلبنان".
وكتب غانتز منافس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية، على تويتر متوجها لنصر الله "كن رحيما بلبنان ولا تجعل الجيش الاسرائيلي يعيده للعصر الحجري". اضاف "لبنان سيكون مسؤولا عن اي هجوم ينطلق من أراضيه".

epa07600554 Leader of the Blue and White Party, Benny Gantz speaks Source: EPA
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه أمر بإرسال قوات إضافية للقيادة الشمالية وأرجأ مناورات في ظل استمرار التوتر الكبير مع الحزب. وذكر الجيش أن قواته "البرية والجوية والبحرية والاستخبارات عززت استعداداتها لمختلف السيناريوهات في منطقة القيادة الشمالية" مضيفا أن الإجراءات اتخذت في الأسبوع الماضي.
ونشر صورا على تويتر لدبابات وقوات برية يجري نشرها.