تركزت الخسائر بشكل أساسي في الربع الأول من العام، نتيجة لكارثة إعصار ألفريد والفيضانات الواسعة التي اجتاحت نيو ساوث ويلز وكوينزلاند. وتشير البيانات الأولية إلى أن هذه الكوارث ألقت بظلالها على مؤشرات الاقتصاد الوطني، خصوصًا في مجال الإنفاق الاستهلاكي.
تراجع في مؤشرات التجارة والإنفاق
أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي أن تجارة التجزئة الاسمية في كوينزلاند انخفضت بنسبة 0.3% في شباط/ فبراير، وبنسبة 0.4% في آذار/ مارس. وفي الوقت ذاته، سجل مؤشر الإنفاق الشهري للأسر استقراراً عاماً في حجم الإنفاق خلال الربع الأول، مع انخفاض بنسبة 0.2% في كوينزلاند، وهو ما يعكس التأثيرات المباشرة للفيضانات والعواصف.
إعصار وفيضانات خلفت دماراً واسعاً
تسبب إعصار ألفريد، الذي ضرب جزيرة مورتون في أوائل آذار/ مارس، بأضرار جسيمة في البنية التحتية والممتلكات، وامتدت تداعياته إلى جنوب شرق كوينزلاند وشمال نيو ساوث ويلز. كما أدت الأمطار الغزيرة في أواخر آذار/ مارس وأوائل نيسان/ أبريل إلى غمر مناطق شاسعة من جنوب غرب ووسط كوينزلاند، تجاوزت مساحتها مليون كيلومتر مربع.
أما في نيو ساوث ويلز، فقد تسببت الفيضانات التي اجتاحت مناطق من هانتر حتى الساحل الشمالي الأوسط في أواخر أيار/ مايو في تدمير أو إلحاق الضرر بأكثر من 10 آلاف منزل ومؤسسة، مع تسجيل أكثر من 6 آلاف مطالبة تأمينية، وفقًا لمجلس التأمين الأسترالي.
الحكومة: الأولوية لإعادة البناء ودعم المجتمعات
قال وزير الخزانة جيم تشالمرز إن دعم جهود التعافي وإعادة الإعمار يمثل أولوية قصوى لدى الحكومة، مؤكداً أن التأثيرات الاقتصادية الكبيرة ستكون واضحة في حسابات الناتج القومي للربع الأول التي ستُعلن يوم الأربعاء.
وأضاف: "التأثيرات البشرية هي الأهم بالنسبة لنا، لكن الكلفة الاقتصادية كبيرة أيضًا، وسنراها واضحة في البيانات الاقتصادية القادمة. وبفضل التقدم الذي أحرزه الأستراليون، بما في ذلك انخفاض التضخم والديون وبقاء معدلات البطالة عند مستويات منخفضة، فإننا في موقع قوي يسمح لنا بتقديم الدعم عند الحاجة".
تعزيز الجهوزية وتمويل إضافي لمواجهة الكوارث
من جانبها، أعلنت وزيرة إدارة الطوارئ كريستي ماكين أن الحكومة ستوفر 200 مليون دولار إضافية ضمن صندوق "الجاهزية للكوارث" خلال العام المالي 2025-2026، وذلك بهدف تعزيز مرونة المجتمعات واستعدادها لمواجهة الكوارث.
وقالت ماكين: "لقد زرت مناطق منكوبة في نيو ساوث ويلز واطلعت عن قرب على حجم الأضرار. نحن نعمل مع جميع مستويات الحكومة لتقديم الدعم في أسرع وقت ممكن، وقد أطلقنا العديد من برامج المساعدات الطارئة، وسنواصل دعم المتضررين، خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة والمنتجين الزراعيين".
يُشار إلى أن منصة "ديساستر أسيست" الحكومية وثّقت 27 كارثة طبيعية منذ بداية عام 2025 حتى أيار/ مايو، شملت فيضانات وعواصف وأعاصير وحرائق غابات، وهو ما يسلّط الضوء على التحديات المناخية والبيئية المتزايدة التي تواجه أستراليا.