أظهر تقرير جديد صادر عن المعهد الأسترالي لعلم الجريمة أن نحو نصف الأستراليين تعرضوا لجرائم إلكترونية، في وقت تتنوع فيه أساليب المجرمين بين اختراق البيانات، وسرقة الأموال، وخداع الضحايا بوعود كاذبة للحصول على ميراث أو مكاسب مالية أو رحلات وهمية.
وبحسب التقرير، شكّلت سرقة الهوية النسبة الأكبر من الجرائم بنسبة 22% من الضحايا، تلتها عمليات الاحتيال المالي التي طالت قرابة 10% منهم. كما كشف أن 27% تعرضوا للإساءة أو التحرش عبر الإنترنت، بما في ذلك إرسال مواد جنسية صريحة دون موافقة، أو اختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، أو نشر رسائل مسيئة تسببت في شعور الضحايا بالإحراج أو انعدام الأمان.
وأشار التقرير إلى أن مجموعات معينة أكثر عرضة للاستهداف، مثل الشباب، والسكان الأصليين، وذوي الإعاقة، حيث أظهرت بيانات المسح أن السكان الأصليين سجلوا معدلات أعلى في جميع أنواع الجرائم الإلكترونية.
ورغم اتساع حجم الظاهرة، فإن معدلات الإبلاغ عن هذه الجرائم للشرطة أو عبر منصة "ReportCyber" ما تزال منخفضة، إذ حذّر نائب مدير المعهد، ريك براون، من أن الأضرار لا تقتصر على الخسائر المادية، بل تمتد لتشمل الآثار النفسية والاجتماعية، داعياً إلى تعزيز الوقاية عبر استخدام كلمات مرور قوية وتحديثات أمان منتظمة، في وقت وصف فيه التزام المستخدمين بهذه الإجراءات بأنه "مقلق ومنخفض".
كما أظهر التقرير أن أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة يواجهون مخاطر متزايدة، إذ ارتفعت نسبة لجوئهم لطلب المساعدة من السلطات إلى نحو 25%، مقارنة بـ18% في عام 2023.
التقرير خلص إلى أن مكافحة الجريمة الإلكترونية تتطلب وعياً مجتمعياً أكبر، وتعاوناً مع السلطات، خاصة في ظل تزايد تعقيد أساليب المجرمين وتوسع دائرة ضحاياهم.
يمكن للراغبين في الحصول على دعم للصحة النفسية التواصل مع مؤسسة Beyond Blue على الرقم 1300 22 4636. تتوفر المزيد من المعلومات عبر الموقع الإلكتروني beyondblue.org.au. كما تقدم مبادرة Embrace Multicultural Mental Health الدعم للأشخاص من خلفيات ثقافية ولغوية متنوعة.